قالت صحيفة « القدس العربي » إن أخبارا تفيد بلقاء بين دبلوماسيين مغاربة وممثلين عن الرئيس المؤقت خوان غوايدو في عاصمة ليما في البيرو، مشيرة إلى أن « المغرب من الدول القليلة التي تنخرط في الصراع السياسي في فنزويلا ». وتأتي كل هذه التطورات على خليفة الاصطفاف إلى جانب الغرب في بعض الملفات، وكذلك ملف الصحراء المغربية، تضيف « القدس العربي ». وتؤكد الصحافة الفنزويلية الأخبار التي تداولت حول لقاء جرى الثلاثاء من الأسبوع الجاري بين السفير المغربي المعتمد في البيرو وفريق من السياسيين الموالين لرئيس البرلمان خوان غوايدو، الذي أعلن نفسه رئيسا مؤقتاً لفنزويلا يوم 23 يناير الماضي. ويأتي هذا اللقاء في أعقاب المكالمة التي جمعت سابقاً خوان غوايدو بوزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، بحسب ذاته. ويعتبر رهان المغرب على التغيير السياسي في فنزويلا منسجماً مع توجهاته في السياسة الدولية، وتتجلى في الاصطفاف بين الحين والآخر إلى جانب الغرب في وقت الأزمات، إذ اعترفت معظم حكومات الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة بخوان غوايدو رئيسياً مؤقتاً لفنزويلا. وعلاوة على هذا، ينطلق المغرب من بعض المرتكزات التي تتحكم في سياسته الخارجية، وهي الرهان على الأحزاب السياسية التي تؤيد مغربية الصحراء أو على الأقل تؤيد مساعي منظمة الأممالمتحدة في هذا الشأن. وينتمي خوان غوايدو إلى الصنف الثاني، أي تأييد الأممالمتحدة في هذا الملف، وفق بعض الأدبيات الحزبية لقوى المعارضة المتزعمة للتغير. وفي الجانب الآخر، توجد حكومة نيكولا مادورو التي تعد من أبرز الداعمين لجبهة البوليساريو، سواء بالدعم السياسي دولياً أو تقديم المساعدات، وهو ما كان يحتج عليه المغرب دائماً وسحب بسببه سفيره من كاراكاس، بحسب المصدر نفسه. وتفيد المعلومات التي حصلت عليها جريدة «القدس العربي» أن الرباط لم تذهب إلى حد الاعتراف العلني بخوان غوايدو رئيساً مؤقتا، ولكنها تؤيده في كل الخطوات، وهناك من يتحدث عن احتمال دور للمغرب في التعريف بموقفه لدى شركائه السياسيين في إفريقيا. وتذهب دبلوماسية فنزويلا إلى انتقاد المغرب بموقفه هذا، وجاءت هذه الانتقادات من سفير فنزويلا المعتمد في الجزائر، الذي فسر في حوار مع الصحافة المحلية بأن موقف المغرب يحركه نزاع الصحراء، أي موقف الرئيس الحالي مادورو والراحل هوغو تشافيس، إذ تعترف فنزويلا بالدولة التي أعلنتها جبهة البوليساريو. وكانت العلاقات بين المغرب وفنزويلا قد بدأت تتحسن، خاصة في أعقاب اللقاء الذي جمع وزيري خارجية البلدين، المغربي ناصر بوريطة والفنزويلي خورخي أريازا، في الأممالمتحدة خلال شتنبر الماضي، لكن الأزمة الجديدة عجلت بغياب التفاهم مجدداً