بعد شهر ونصف من التحفظ المغربي من الاعتراف، رسميا، بخوان غوايدو، رئيس الجمعية العامة الفنزويلية، والذي عين نفسه رئيسا مؤقتا للبلد، خلفا للرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، والاكتفاء بدعمه علانية؛ تم ترسيم هذا الاعتراف المغربي، يوم الثلاثاء الماضي، بعد تعيين خوان غوايدو أول سفير له بالمغرب. هكذا يكون المغرب من بين ال32 دولة في العالم التي قبلت إلى حدود الساعة استقبال سفراء الرئاسة الجديدة المؤقتة من أصل 60 دولة تقريبا، اعترفت بغوايدو. في هذا الصدد، كشف البرلمان الفنزويلي، بزعامة خوان غوايدو، يوم الثلاثاء المنصرم، أنه عين 6 سفراء جدد في كل من المغرب وجمهورية التشيك والمجر وبلغاريا وبولونيا وبريطانيا، لينضافوا، بذلك، إلى 26 سفيرا آخرا سبق أن عينوا في دول مثل الولاياتالمتحدة وكولومبيا والهندوراس وبنما. وبخصوص المغرب، عُيِنَ السياسي المحنك خوسي إغناسيو غيديث، سفيرا بالرباط. تعيين الأخير بالمغرب يعبر عن مدى سعي الرئيس المؤقت غوايدو إلى إحداث قطيعة مع العلاقات المتوترة بين البلدين منذ وصول نظام تشافيز إلى الحكم في فنزويلا سنة 1999. ويشغل خوسي إغناسيو منصب الأمين العام لحزب “كاوسا ر”، كما يشغل منصب رئيس “القضية الديمقراطية الإيبيروأمريكية. وكانت كل المؤشرات تذهب في اتجاه تعيين سفير للرئاسة الفنزويلية الجديدة بالمغرب، إذ سبق لغوايدو نفسه، نهاية الأسبوع الماضي، أن أكد اعتراف المغرب به، بحيث صرح في حوار صحافي مع ” بي بي سي”، قائلا: “إن أنجلترا وإسبانيا وفرنسا وكولومبيا والبرازيل والإكوادور وكوريا الجنوبية وأستراليا والمغرب وإسرائيل و60 دولة أخرى، كلها اعترفت بي (كرئيس مؤقت)، لأنه لم تكن هناك انتخابات في فنزويلا سنة 2018″، وتابع قائلا: “أؤكد من جديد، من يقودون التغيير بفنزويلا هم الفنزويليون أنفسهم”. وأشار، كذلك، في حوار مع صحيفة “إلباييس”، يوم الخميس الماضي، إلى الاعتراف المغربي به قائلا: “يجب أن أشكر الإدارة الأمريكية (…)، وأستراليا واليابان والمغرب وكوريا الجنوبية؛ هذه مشكلة بلد أو آخر، بل اعتراف دولي واضح بالأزمة التي تعيشها فنزويلا”. على صعيد متصل، شكلت التطورات المتسارعة في فنزويلا ضربة موجة للبوليساريو وحلفائها، لاسيما في ظل اشتداد الخناق على الرئيس الحالي نيكولاس مادرو. إذ أكد رئيس لجنة السياسة الخارجية بالجمعية الوطنية الفنزويلية (البرلمان)، فرانسيسكو سوكري، أن مبادرة الحكم الذاتي بالصحراء المغربية، التي تقدم بها المغرب، تعد مبادرة “حكيمة”. وقال عقب لقائه مع فؤاد يزوغ، المدير العام للعلاقات الثنائية والجهوية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، “إن ما يطرحه المغرب بخصوص إمكانية إقامة مبادرة الحكم الذاتي، في إطار المملكة المغربية يعد موقفا حكيما ومرغوبا فيه”. وأضاف أن “هذا الموقف هو ما سنعبر عنه في المنتديات الدولية ومن خلال الأممالمتحدة، عندما نتولى مهامنا كاملة في فنزويلا، وبعد وضع حد للاستيلاء على السلطة الذي تشهده البلاد”.