لا زالت تصريحات رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، أمينة بوعياش، تثير جدلا واسعا في الأوساط الحقوقية، بسبب حديثها عن عدم وجود معتقلين سياسيين في المغرب. وفي ذات السياق، قال عزيز الغالي، رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، في حديثه ل”اليوم 24″، إن تصريح بوعياش الأخير “مؤسف” خصوصا أنها تقدم نفسها في المحافل الدولية على أنها مناضلة حقوقية، متسائلا “كيف لمناضل حقوقي أن يغفل عنه تعريف المعتقل السياسي”. ويؤكد الغالي على أن أي شخص خرج للاحتجاج واعتقل فهو معتقل سياسي، ما يجعل كل المعتقلين على خلفية الموجة الأخيرة من الحراكات الاجتماعية، في الريف وجرادة وزاكورة، يصنفون في خانة المعتقلين السياسيين، فيما يقول الغالي أن جمعيته أحصت خلال سنة 2018 وجود 527 معتقل سياسي بالمغرب. واعتبر الغالي أن إنكار بوعياش لوجود معتقلين سياسيين في المغرب يتناقض مع تصريحاتها حول معتقلي حراك الريف، حيث قال “اذا كانت تعتبر أنهم ليسوا معتقلين سياسيين لماذا تستقبل عائلاتهم وتبحث عن حل سياسي”. ورغم انتقاده لتصريحات بوعياش، إلا أن الغالي لم يبدي استغرابه مما قالته رئيسة المجلس الوطني لحقوق الإنسان، حيث اعتبر أن تصريحاتها ليست جديدة، ولكنها تطرح سؤال مدى استقلالية المجلس الوطني لحقوق الإنسان، بعد التصريحات الأخيرة التي أبدى فيها المجلس اسطفافا إلى جانب الدولة في إنكار الاعتقال السياسي. وعن التشكيلة الجديدة للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، والتي تم الكشف عنها قبل أسبوع، والوجوه الجديدة التي انضمت إليه، يقول الغالي إن الجمعية المغربية لحقوق الإنسان لا تناقش الوجوه، وإنما المؤسسة، معتبرا أن المجلس لا زال غير مستقل عن الدولة ما يعيق آداءه لدوره الحقيقي. وكانت أمينة بوعياش، قد نفت في حوار مع وكالة “إيفي” الإسبانية وجود معتقلين سياسيين في المغرب، معتبرة أن المعتقلين الموجودين الآن تم توقيفهم على خلفيات أعمال شغب على هامش الاحتجاجات.