تحولت مواقع التواصل الاجتماعي لدى عدد من المشاهير إلى مسرح تعرض عليه مشاكلهم الشخصية، والعائلية، بشكل جعل هذا الأمر ظاهرة اجتماعية، تأثر في القيم، والأخلاق، والمجتمع بشكل سلبي، حسب رأي مختصين. ” دنيا باطمة ومشاكلها مع ربيبتها حلا”، و”مشكل محمد عزام “بهلول” مع طليقاته”، ومشاكل عديدة تتحول من خصوصيات عائلية، إلى حديث الجمهور والمتتبعين، برغبة من أصحابها، كل حسب هدفه، لكن ثقافة “البوز”، تبقى هدفا مشتركا بين الجميع. آخر المشاكل العائلية، التي أصبحت حديث موقع “أنستغرام”، مشكلة لمدونة تدعى “أسماء بيوتي”، يتابع حسابها ما يقارب نصف مليون مشترك، وهي الآن في خلاف مع عائلة زوجها، واختارت أن تفضح أسرارها بطريقة غير محمودة. في هذا السياق، قال علي الشعباني، باحث في علم الاجتماع في حديثه عن الظاهرة: “مع الأسف الشديد، أصبح كل شيء مباحا في هذا العصر، عندما تنهار القيم، ويقع انفلات اجتماعي، وقيمي، يمكن أن ننتظر أي شيء، لقد أصبحت الوقاحة شجاعة، والفسق، والفجور جرأة، وكل الأمور، التي كانت تمنعها القيم، والأخلاق، والدين، نقط قوة لمن يسمونهم مشاهير”. واعتبر الشعباني أن البحث عن الشهرة عبر “الباد بوز” هدف المشاهير، الذين يشاركون مشاكلهم الشخصية، والعائلية، مضيفا: “هي شهرة لا تدوم طويلا، لكنهم يعيشونها لفترة معينة، ويتكسبون منها، ويحققون بها أهدافا معينة”. وأضاف الشعباني حول الظاهرة، التي يعتبرها غير صحية بتاتا: “نجد من يسمون بالمشاهير يشاركون أمورا حميمية، وأسرار غرفة النوم كذلك، وهذا يقلب المفاهيم، والثقافة، التي اعتاد عليها الإنسان في كل المجتمعات”. للمتلقي دور في تشجيع المشاهير على مشاركة مشاكلهم، سؤال وجهه “اليوم 24” للشعباني، فكان التأكيد هو جوابه، وأضاف: “المتلقي ليس في مستوى ثقافي واحد.. هناك من يجد متعة وتسلية في الاطلاع على مشاكل المشاهير، لا أتصور أن يتفاعل المثقف مع مثل هذه الأمور، وحتى إن اطلع عليها، فذلك لرصد الظواهر، وتحليلها، وتصنيفها ضمن المتغيرات، التي يعيشها المجتمع، ومدى تأثيرها على الحياة العامة، والاجتماعية، وحتى السياسية أحيانا”. ونبه الشعباني علماء الاجتماع إلى الظاهرة، التي بدأت تنتشر بكثرة، ودعاهم إلى التطرق إليها من أجل تحليلها، ورصد ما يمكن أن تحدث من تأثير على المجتمع. وتعبر فئة كبيرة من الجمهور عن استيائها من الظاهرة المذكورة، غير أن المنشورات، ومقاطع الفيديو، التي تتحدث عن مشاكل المشاهير الشخصية، والعائلية تحقق عادة نسب مشاهدة عالية، وهو أمر يعكس مدى مساهمة الجمهور في انتشار الظاهرة، التي ينتقدونها.