أثارت قصة وفاة الطفلة دعاء، أمس الاثنين، متأثرة بلسعة عقرب خطير، موجة من ردود الأفعال على شبكات التواصل الاجتماعي، تزامنا مع إطلاق الحملة الوطنية لمكافحة لسعات العقارب، ولدغات الأفاعي، ووجهت اتهامات لمصالح وزارة الصحة بالتقصير، ما أخرج مسؤوليها لتوضيح خلفيات الوفاة. وفي الوقت الذي قالت عائلة الضحية دعاء إن وفاة ابنتها جاءت نتيجة عجز مستوصف "النقوب" عن تأمين مصل مضاد للسعات العقار، حيث "تم نقلها إلى مستوصف النقوب، ثم ماتت، وهي في طريقها، إلى مستشفى مدينة ورزازات"، خرجت وزارة الصحة بتوضيحات إضافية بخصوص هذه الحالة. وفي حديثه ل”اليوم 24″، اليوم الثلاثاء، قال خالد السالمي، المندوب الجهوي للصحة بجهة درعة تافيلالت، إن الطفلة الضحية، وصلت إلى أقرب مركز صحي لمحل سكناها وهي في حالة غيبوبة، حيث أن عائلتها لم تنقلها للاستشفاء في المراحل الأولى للإصابة بلسعة العقرب. ويضيف المتحدث ذاته، أن المستشفى الأولي الذي نقلت له الطفلة قام طاقمه بكل الأمور الأساسية إلا أن تطور حالتها كان يستدعي الإنعاش والتخدير، فكان أقرب مركز يمكن نقلها له هو مستشفى ورزازات وتوفيت في الطريق إليه. من جانبها، قالت المندوبة الجهوية لوزارة الصحة بورزازات، في حديثها ل”اليوم 24″ أن الطفلة لم تدخل مستشفى ورزازات إلا وقد فارقت الحياة، ولم يعاينها أي من أطباء مستشفى ورزازات. من جهته، قدم طبيب للإنعاش والتخدير بمنطقة الجنوب الشرقي توضيحات إضافية ل”اليوم 24″ عن تفاصيل التكفل الطبي بضحايا لسعات العقارب، حيث قال إن التكفل الطبي بأي شخص تعرض للسعة عقرب يقسم لثلاثة مراحل، المرحلة الأولى هي المراقبة لأربع ساعات متواصلة، وفي حالة عدم تسجيل أي مضاعفات يستخلص الطبيب أن العقرب لدغ فقط ولم ينشر سمه في جسم الإنسان وبالتالي فالمريض يمكنه أن يعود لبيته. أما المرحلة الثانية، فحسب الطبيب، يتم فيها إخضاع المريض الذي تعرض للسعة عقرب للعناية في حالة تسجيل أي أعراض جانبية مثل الإغماء أو برودة الجسم، إذ تتم مساعدة المريض بأدوية وقد يحتاج لتنفس اصطناعي، لأن السم يؤثر على مهام القلب والدماغ. وينصح الأطباء سكان المناطق التي تنتشر فيها العقارب، أولا باتخاذ إجراءات وقائية داخل البيوت، والانتباه لكل الشقوق التي يمكن أن تسكنها العقارب، ثم في حالة التعرض للسعة، يطلب الأطباء محاولة تحديد نوع العقرب، باتخاذ صورة له أو تحديد لونه، والتوجه بشكل عاجل نحو أقرب مركز طبي، مشددين على أن الأطفال حديثي السن، هم الأكثر عرضة للوقوع ضحية سم العقارب في وقت وجيز، وجل حالات الوفيات التي يتم تسجيلها تكون راجعة إلى التأخر في التوجه نحو المستشفى. وجرى تداول قصة وفاة دعاء على نطاق واسع على شبكات التواصل الاجتماعي كعنوان لما يعانيه أبناء الجنوب الشرقي وما يتعرض له أطفاله على وجه الخصوص من أخطار، جراء لسعات العقارب، وسط محدودية خدمات المستوصفات المحلية في تقديم العلاجات، والرعاية اللازمة. يذكر أن وزارة الصحة وضعت استراتيجية وطنية لمكافحة لسعات العقارب ولدغات الأفاعي، التي تعتبر مشكلا حقيقيا للصحة العامة، معلنة عن تقليص نسبة الوفيات، الناتجة عن لسعات العقارب من 2,37 في المائة عام 1999 إلى 0,18 عام 2018، وكذلك تقليص نسبة الوفيات الناتجة عن لدغات الأفاعي من 8,9 في المائة عام 2011 إلى 1,7 في المائة عام 2018.