بشكل مختلف عما كان مألوفا، قرر الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، حكيم بنشماش، شن هجوم أخير على خصومه الذين يقودون تيارا يسعى إلى الإطاحة به. هذه المرة، وهو في رحلة عمل بالإكوادور، لم يصدر قرارات جديدة بإقالة أو طرد أو تجميد عضوية خصومه، كما لم يُذع بيانا باسمه يطعن في شرعية الإجراءات التي يباشرها “تيار المستقبل”. هذه المرة، بعث رسالة مفتوحة إلى عموم أعضاء حزبه، نشرها أمس، قياديون على الشبكات الاجتماعية، تتضمن هجوما على قيادة التيار المناهض له، سعى في فقرات رسالته، إلى إقناع أنصاره الذين يتناقصون على ما يبدو، بأنهم يواجهون “أغنياء جشعين”، و”تحالفا مصلحيا”، محاولا في هذا الصدد، تفكيك عناصره. بنشماش بحسب مصدر مطلع من الحزب، شن هذا الهجوم بهذه الطريقة، في سياق “مسعى لتخفيف الارتدادات الجانبية لمخرجات الاجتماع الثاني للجنة التحضيرية”، لاسيما أن قادة التيار يقتربون من حسم تاريخ المؤتمر المقبل للحزب الذي سيشكل نهاية للولاية القصيرة لبنمشاش. لكن قياديا في تيار السمتقبل قال ل”اليوم24″، إن “رسالة الإكوادور” كما سماها، تمثل “الطريقة التي يتصورها بنشماش لنهايته، وكأنه يريد تقديم نفسه ضحية لتحالف جرار يشمل الصحافة كما أغنياء الحزب، وشبابه”. عبد اللطيف وهبي أيضا، وهو عضو بالمكتب السياسي، أجاب باقتضاب على رسالة بنشماش، وقال: “لقد أنهيت الاطلاع عليها لتوي، وكي أكون صريحا معكم، فإني لم أستطع منع نفسي من الضحك على مضامينها.. إن الرجل يؤذي نفسه بهذه التصرفات التي تقفز في الهواء، وهو بذلك، يدفعنا بشكل جدي أكثر فأكثر، لحماية الحزب منه أكثر من أي شيء آخر”. وهبي زاد قائلا: “لدينا الآن أمين عام يحاول بشكل عبثي، شن حرب قذرة، لكنه على ما يظهر، لا يفهم كيف يفعل ذلك.. وفي غالب الظن لا يعرف بأن لديه سجل عناوين خاطئ لفعل ذلك”. ومن المرجح كما تلمح لذلك رسالة بنشماش، أن يكون هجومه سببه حصوله على معلومات بخصوص قرب إعلان خصومه على موعد لعقد المؤتمر الرابع للحزب. وبالفعل، لدى قادة التيار خطتين لتاريخ المؤتمر، ففريق يرى بأنه من الضروري التعجيل بعقده في الشهر المقبل، ويقترح أن يكون يوم 15 يوليوز تاريخا لفعل ذلك “كخطة سريعة لإيقاف النزيف الداخلي، وعدم ترك الحزب في يد بنشماش لوقت أطول كي لا يحدث ضرر فادح”. لكن فريقا ثانيا يقول بالتريث في عقد المؤتمر حتى شهر شتنبر، ويقترحون عقده يوم 14 منه بدعوى أن “مسألة تأخير المؤتمر لشهرين لن يمثل أي مشكلة بالنسبة للتيار بخصوص الوضعية الحالية لبنمشاش، ولا يحتمل أن يؤثر ذلك على خطط التيار بأي شكل، وإنما ستزيد تصرفات الأمين العام في إضعاف موقعه هو لا موقع التيار”. الأمين العام لحزب “البام”، ذهب أبعد هذه المرة في حربه التي لم تقد إلى نتائج جيدة حتى الآن، وقال إن جزء من مفاتيح الحرب عليه، “يكمن في حسابات تدبير الانتخابات المقبلة ، ليس من زاوية استراتيجيات وتكتيكات مواجهة خطر الولاية الثالثة، ولكن من منطلق تدبير التزكيات المقبلة والطموح إلى التحكم فيها من خلال استعجال تنظيم المؤتمر لإفراز أمين عام “متحكم فيه”. ولم يطرح التيار بشكل رسمي أي اسم كمرشح لمنصب الأمانة العامة، رغم وجود تلميحات إلى قيام وهبي بترشيح نفسه لذلك. وبالنسبة إلى بنشماش الذي طالما انتقدت إدارته لمنح التزكيات في الحزب، فإن أصل الحرب بينه وبين التيار هو “التزكيات”، فهو يراها “مدرة للدخل المباشر الغزير الذي لا يجد طريقه لحساب الحزب البنكي؛ والذي ينفع لشراء الولاءات وصناعة” زعامات” قادرة على إحداث الضجيج”. كما أنها “المعبر الضروري نحو الجماعات الترابية بما تتيحه من عقد الصفقات وضمان تجديد الصفقات”.