على الرغم من تراجع نسبة الولادات التي تتم على أيدي "القابلات" في المغرب، إلا أن تقريرا للجمعية المغربية للقابلات أكد أ"ن القابلات يمكن من تجنب حوالي 290 ألف حالة وفات للأمهات، و ثلاثة ملايين حديثي الولادة سنويا في السنة" مشيرا إلى أنه "توجد أربع قابلات لكل ألف ولادة، وهو معدل منخفض مقارنة بالمعيار العالمي المحدد في 6 قابلات لكل ألف ولادة". هذا وتقل أعمار 82في المائة من القابلات عن سن الأربعين، فيما تغادر 15 في المائة منهن المهنة قبل التقاعد. وأوضح التقرير، الذي عرضت خلاصاته، في ندوة صحفية عقدت صباح اليوم بالرباط، أن الإستراتيجية الوطنية للصحة الإنجابية وسعت مجموعة من الخدمات للقابلة ولكن في غياب حمايتها بنص قانوني. ويشكل توفر المغرب على جمعيتين تهتمان بهذه الفئة العاملة في قطاع الصحة، قفزة نوعية خصوصا أن الجمعية المغربية للقابلات تأسست منذ عام 1990 ما مكنها من نشر الوعي الصحي في أوساط أجيال تعاقبت على هذه المهنة ،علما أن للمغرب 21 معهد عالي خاص بتكوين الممرضات والمرفقات التقنيات يكون معدل 740 قابلة سنويا، تمثلن أكثر من 17 في المائة من العاملين المهنيين في قطاع الصحة العام و الخاص وتشكل رواتبهن قرابة ثلثي رواتب الأطباء. وعلى المستوى العالمي، انخفضت معدلات الوفيات بما يناهز النصف، وعلى مدى عقدين زادت معدلات توافر القابلات الماهرات بنسبة 15 في المائة، حيت أصبحت كل حالتين من بين ثلاث حالات وولادة مصحوبتين بوجود احد الإخصائين الصحيين، بينما قرابة 40 مليون امرأة لا تحضي بوجود رعاية صحية متخصصة عند الوضع، الأمر الذي يضاعف من خطر التعرض للموت أو العجز سواء بالنسبة للام أو الوليد. واجمع المتدخلون في الندوة أن العالم اليوم في حاجة إلى القابلات أكثر من إي وقت مضى، وان من شأن الاستثمار في توفير القابلات أن يساعد على تجنب حدوث إعداد كبيرة تصل إلى 290الف من الوفيات النفاسية وثلاثة ملايين حالة وفاة بين المواليد والتي تحدث كل عام جراء عدم توافر الاخصائين الصحيين النظاميين وذوي التعليم الجيد فضلا عن عدم توافر المرافق الصحية الكافية. ذلك أن القابلات يحققن ما هو أكثر من مجرد المساعدة في عملية الوضع. وفي تصريح لها في الندوة قالت "ميكو يابوتا" ممثلة صندوق الأممالمتحدة للسكان أن الصندوق الأممي سيعمل على نشر أدلة وشواهد جديدة على العائدات التي يمكن أن تحققها الاستثمارات في مجال القبالة في يونيو من العام الجاري، في المؤتمر الاتحاد الدولي للقابلات الذي يعقد كل ثلاث سنوات بجمهورية التشيك، وأكدت أن التقرير سيكشف عن الجهد المشترك بين الصندوق الاممي و الاتحاد الدولي للقابلات وعن احدث البيانات من 73 من البلدان التي تستأثر بأكثر من نسبة 95 في المائة من حالات الوفيات بين الأمهات والمواليد والأطفال من بينها المغرب، وأضافت أن البيانات ستؤدي إلى تحسين قاعدة الأدلة في هذا المجال كما ستساعد على تعبئة القيادات و الإجراءات في البلدان ذات العبء الأكبر في هذا المجال من اجل دعم الخدمات الصحية للأمهات والمواليد وتيسير توفير خدمات القبالة عالية النوعية للحوامل وموالدهن .