القابلات عنصر حاسم في تقليص عدد وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة أكد البروفيسور ادريس العلوي رئيس جمعية سلاسل الحياة، على الدور المحوري الذي تضطلع به القابلات في خفض معدل وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة ، مبرزا بمناسبة اليوم الدولي للقابلة ، والذي يصادف تاريخ 5 من شهر ماي سنويا، العمل البالغ الأهمية والنوعي الذي يقمن به وفي بعض الأحيان في ظروف صعبة من أجل إنقاذ الأمهات والأطفال حديثي الولادة من موت محقق ،داعيا وزارة الصحة إلى بذل المزيد من الجهد اتجاه هذه الفئة سواء على مستوى التكوين والاعتراف بهن كأطر صحية أساسية ضمن النظام الصحي المغربي. وأوضح البروفيسور إدريس العلوي رئيس سابق بمصلحة التخدير والإنعاش في مجال التوليد والأطفال حديثي الولادة بالمستشفى الجامعي ابن سينا للأطفال،في اتصال هاتفي أجرته معه جريدة بيان اليوم، أن الاستثمار في مجال تكوين وتدريب القابلات وتوزيعا ملائما لهن على مختلف دور الولادة والمراكز الصحية للقرب والتي تتواجد على مجموع التراب الوطني يمكن أن يدفع في اتجاه تمكين المغرب من خفض ملموس بل وكبير في نسبة وفيات الأمهات والأطفال حديثي الولادة،وأفاد أن المملكة تشهد 613 ألف حالة ولادة ، وتتوفر على لكن 2000 منهن فقط هن اللواتي يشتغلن في دور الولادة والمراكز الصحية . وأضاف أنه استنادا للمعايير التي حددتها منظمة الصحة العالمية فإنه يجب توفر ست مولدات لكل ألف حالة ولادة، بينما في المغرب لا يتجاوز هذا المعدل أربع مولدات لكل ألف حالة وضع،ورغم ذلك فإن الإشكال لا يرتبط في المغرب بهذا المعدل بل بالتوزيع الجغرافي لتلك الأطر الصحية، حيث لازال تواجدهن يتسم بالتمركز ،ولإبراز وجه التحدي الذي يواجه المغرب والذي يمكن أن يلعب تواجد القابلة دورا حاسما في مواجهته، أشار البروفيسور العلوي،أن المغرب يشهد وفاة 700 أم أثناء الولادة ، كما يسجل إصابة 12 في المائة من النساء بإعاقة ناتجة عن الوضع ، كما أن 24 ألف طفل من حديثي يعانون من إعاقة دماغية مزمنة. وهذه المآسي يؤكد المتحدث أنه يمكن تفاديها أو التقليص من حدوثها إذا تم الرفع من ثقة المواطنين في دور الولادة التي تعد مؤسسات صحية للقرب وتمكين هذه الأخيرة من الموارد البشرية والتقنية الضرورية وتحسين ظروف استقبال النساء الحوامل والعناية بالطفل الحديث الولادة،خاصة بتواجد قابلة من اللواتي يمتلك مهارات عالية في مجالهن، مقدما في هذا الصدد المعطيات الرقمية والتي تبرز أن ما يقارب 80 في المائة من الولادات التي يتجاوز عددها 600 ألف ولادة تتم في المستشفيات بما فيها المستشفيات الجامعية والمستشفيات والمراكز الجهوية، و90 في المائة منها تتم على يد الأطباء، في حين 17 في المائة تتم في المنزل. وسجل أن ال520 من دور الولادة التي توجد قريبا من المواطنين و يتوفر عليها المغرب لا يلجأ إليها النساء إلا في حالات قليلة بالنظر لفقدان عنصر الثقة للأسباب السالف ذكرها ويفضلون الانتقال إلى المستشفيات الجهوية أو الإقليمية وقطع أكثر من ثلاثين كيلومترا وفي ظروف جد صعبة وغير مأمونة العواقب بالنظر لحالتهن الصحية. ولمزيد من المعطيات التي تبين بجلاء مدى أهمية توفر القابلات كأطر صحية أثناء عمليات الوضع، أشار البروفيسور العلوي، إلى نتائج إحدى الدراسات التي يتم إجراءها دوليا كل خمس وست سنوات،والتي طالت سنة 2013 خلال شهر يوليوز 15 ألف حالة وضع ،كشفت أن الثلث من هؤلاء النساء الحوامل وضعن على يد قابلات وثلث على يد أطباء مختصين، وثلث على يد طبيب عام، وأظهرت أن السيدات اللواتي رعتهن القابلة يكونون في وضعية أحسن، بل ووقفت تلك النتائج على المزايا التي تحقق التي تحققها رعاية القابلة سواء من ناحية الكلفة الاقتصادية والصحية والنفسية ، حيث تكون أقل كلفة اقتصاديا وأقل تعرض النساء لخطر الإصابة بالإعاقات المرتبطة بالوضع . وكشف أن جمعية سلاسل الحياة التي يرأسها تعمل بتنسيق مع وزارة الصحة في تنفيذ برنامج طموح على مستوى ست جهات موزعة على التراب الوطني والتي تتسم بالهشاشة على مستوى الرعاية للأمهات والمواليد خاصة أثناء مرحلة الوضع والنفاس، يهم تدريب القابلات بهذه المناطق على تملك المهارات والمعلومات الضرورية والتي تمكنهن من إنقاذ حياة الأم والوليد الجديد بل والحيلولة دون التسبب في تعرضهن لحوادث من مثل عسر التنفس أو البرد للوليد والتي تؤدي للوفاة وفي أحيان كثيرة إذا قدر له الحياة الإصابة بالإعاقة مدى الحياة. وفي ذات السياق، أشاد المدير التنفيذي لصندوق الأممالمتحدة للسكان في بلاغ عممته المنظمة الدولية بمناسبة اليوم العالمي للقابلة، بالجهد الذي تبذله القابلات الملتزمات اللاتي تفوق خدماتهن حدود الواجب الواقع على كاهلهن ، واللواتي يعملن في معظم الأحيان في ظروف بالغة الصعوبة وبموارد محدودة من أجل توفير الرعاية للأمهات والمواليد لكل النساء والفتيات أثناء الوضع وفترة النفاس، حيث تحقق القابلات ما هو أكثر من مجرد المساعدة في عملية الوضع،فهن يقمن أيضا بتوفير معلومات وخدمات الصحة الإنجابية المنقذة للحياة بما في ذلك الرعاية قبل الولادة وبعدها إلى جانب خدمات تنظيم الأسرة.. وأكد المسؤول الأممي على الترابط الحاصل بين خفض معدل وفيات الأمهات المسجل على مدى العشرين سنة الماضية، وزيادة معدلات توفر القابلات الماهرات بنسبة 15 في المائة، حيث أصبحت كل حالتين من بين ثلاث حالات ولادة مصحوبتين بوجود أحد الأخصائيين الصحيين الماهرين، مشددا على أهمية التكوين وتطوير مهارات القابلات ،خاصة وأن حلول الموعد النهائي المحدد لبلوغ الأهداف الإنمائية للألفية والتي يعد النهوض بصحة الأم والطفل حديث الولادة أحد عناصرها، بات جد قريب ،قائلا»إن الظرف بات يقتضي جهود متضافرة لزيادة حجم التدخلات الفعالة من حيث التكلفة الرامية إلى تثقيف القابلات وغيرهن من المتخصصات في مجال القبالة وتزويدهن بالمهارات اللازمة في المجال». وذكر بمبدأ توفير فرص الحصول على الرعاية الصحية الجيدة كحق أساسي من حقوق الإنسان، مبرزا أنه رغم ذلك فإن حوالي 40 مليون امرأة لا تحظى بوجود رعاية صحية متخصصة أثناء الوضع، الأمر الذي يزيد من خطر التعرض للموت أو العجز بالنسبة للأم والوليد ، قائلا في ما يمكن اعتباره نداء موجها للمجتمع الدولي «إن العالم في حاجة اليوم إلى القابلات أكثر من أي وقت مضى، ذلك أن الاستثمار في توفير القابلات من شأنه أن يساعد على تجنب حصول أعداد كبيرة من الوفيات في مرحلة النفاس والتي تصل إلى 290 ألف وفاة وتجنب ثلاثة ملايين من الوفيات في صفوف المواليد الجدد والتي تسجل بالنسبة لكلاهما سنويا جراء عدم توفر الأخصائيين الصحيين النظاميين وذوي التعليم الجيد ،فضلا عن عدم توفر المرافق الصحية الكافية.