عبر الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي عن إدانته الشديدة لواقعة فض اتصام النشطاء السودانيين، أمام مقر القوات المسلحة في الخرطوم، والذي أودى بحياة أزيد من 30 شخصا، وإصابة ما يقارب مائتي شخص. وقال المرزوقي، في مداخلة تلفزوينة مع قناة الجزيرة إن ما سماه “محور الشر العربي، المتألف من قادة الإمارات ومصر والسعودية، مسؤول عما وقع في السودان، إلى جانب المجلس العسكري”، مشددا على عداء هذه الدول الدائم لأي تغيير نحو الديمقراطية في المنطقة. من جهة أخرى، قال المرزوقي إن المجتمع المدني في الغرب قد يكون متعاطفا مع قضايا الحرية والديمقراطية في المنطقة، لكن الدول والحكومات لا يعول عليها في هذا الإطار، مشيرا إلى تجربته الشخصية في الحكم. وكان عدد ضحايا فض قوات الأمن السوداني لاعتصام الخرطوم، فجر اليوم الاثنين، قد ارتفع إلى أكثر من 30 قتيلا ومئات الجرحى، بعدما كانت الحصيلة الأولية تشير إلى مقتل 13 شخصا وإصابة 116 آخرين، بينما دعا تجمع المهنيين إلى الاعتصام والصلاة في الميادين وشل الحياة العامة. وقالت لجنة أطباء السودان المركزية المقربة من المحتجين في بيان “ارتفع عدد شهداء مجزرة القيادة العامة التي ارتكبها المجلس العسكري إلى أكثر من 30 شهيدا”، بالإضافة إلى “سقوط المئات من الجرحى والإصابات الحرجة”. وما زالت الصدمة والذهول تخيمان على الشارع السوداني بعد فض الاعتصام المستمر منذ نحو شهرين قبالة مقر القيادة العامة للجيش. وأظهرت الصور التي بثت من داخل منطقة فض الاعتصام أن المعتصمين ظلوا متمسكين بشعار السلمية حتى اللحظة الأخيرة، وسط العنف والنيران التي تلاحقهم من كل جانب، ورغم مقتل وإصابة الكثير منهم. وكان المتحدث باسم المجلس العسكري شمس الدين كباشي قال إن قوات الأمن كانت تستهدف منطقة “كولومبيا” المجاورة لساحة الاعتصام، وهي منطقة عرفت بأنها بؤرة سالبة للأمن وتضم مسلحين.