عانى الموالون لحكيم بنشماش، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، الأمرين لملء قاعة في تطوان، كان مقررا أن يلقي فيها بنشماش خطابا على المسؤولين المحليين في حزبه، ومنتخبيه في جهة الشمال، في سياق حملة يحاول بواسطتها، تحديد حجم قاعدته في مواجهة ما يملكه التيار الخصم له. لقاء تطوان، الذي عقد، أمس الخميس، شارك فيه حوالي ثمانون شخصا فحسب، وفقا للصور الملتقطة لهم، عدد منهم لا يتحملون أي مسؤولية في الفروع، والتنظيمات المحلية للحزب، كما ليسوا أعضاء في الجماعات الترابية، وأكثرية هؤلاء شباب دعوا بشكل خاص. وتغيب عن اللقاء الكثير من أعضاء الجماعات، ورئيس المجلس الإقليمي لعمالة الفنيدق- المضيق، وغالبية أعضاء حزبه في جماعة تطوان، وغاب أيضا رئيس المجلس الإقليميلشفشاون، وكذلك رئيس الهيأة الإقليمية لمنتخبي إقليميشفشاون، والمضيقالفنيدق، ورؤساء بعض الجماعات القليلة، التي يقودها الحزب، ناهيك عن الأمين الجهوي للحزب نفسه، بينما كان لافتا للانتباه الغياب الجماعي لأعضاء الحزب من باقي أقاليم الجهة، الأبعد عن تطوان. وشكل اللقاء المذكور امتحانا لقدرة الموالين لبنشماش، خصوصا العربي المحارشي، على حشد مساندين أكثر للأمين العام في تطوان، ردا على لقاء طنجة الذي عقده التيار الخصم له. ولكن يبدو أن الصور الملتقطة للقاء لا تعكس نجاحا في هذا المسعى، خصوصا في جهة يسيطر خصومه على معظمها. وعلى الرغم من أن بنشماش ألقى خطابا مقتضبا، ويتسم بنبرة أقل حدة، على الحاضرين بعد مأدبة عشاء، فإنه مع ذلك تعهد بعقد المؤتمر في موعده، هذا الصيف، على الرغم من أن معارضيه يقولون إنه يجر الحزب إلى تعطيل عقد المؤتمر الرابع، لتجنب أي سيناريو للإطاحة به. بنشماش، الذي ظهر متحسرا، حسب مصادر، حضرت اللقاء، قال إن الحزب الذي يقوده تعرض لمحاولة سطو في الاجتماع الأول للجنة التحضيرية للمؤتمر، وما أعقبه، مضيفا أنه تحمل الكثير من الضغوط، وأعمال الابتزاز، وأشياء منكرة، لم يعد في استطاعته الوقوف مستسلما نحوها، مشددا على قبوله في الماضي، بالكثير من التنازلات كي تمضي القافلة قدما، لكن كل ما فعله ذهب أدراج الرياح. وفي الوقت الذي كان فيه بنشماش بمعيّة مناصريه في تطوان، كان 14 رئيس جماعة في إقليمالحوز، يعلنون، رسميا، في بيان وقعوه، معارضتهم للإجراءات المتخذة من لدن الأمين العام في حق خصومه داخل الحزب، ويطلبون منه التوقف عن إصدار القرارات، التي تقود “البام” نحو الانهيار. وتأتي أهمية موقف هؤلاء في أن إقليمالحوز هو الإقليم الوحيد في جهة مراكش تانسيفت، الذي يوجد به عضو قيادي في الحزب موال لبنشماش، وهو أحمد التويزي، عضو المكتب السياسي، الذي كان معولا عليه أن يضعف حجم الغريم الأول لبنشماش في هذه الجهة، أي أحمد اخشيشن، لكن يبدو أن حليف بنشماش تعرض لضربة موجعة هناك من لدن التيار الخصم له.