بعد سنوات من اتخاذه مسافة من القمم العربية، واختياره تخفيض تمثيليته فيها، يتجه المغرب نحو اتخاذ خطوة في منحى معاكس من القمم العربية، بشأن قمة مكة. وأكدت مصادر أن المغرب كان من المساندين للمبادرة السعودية لعقد قمة عربية عاجلة، إذ أن الدعوة إلى قمة عربية تحتاج إلى مساندة ثلثي الدول الأعضاء، وهو النصاب، الذي انضم إليه المغرب، مشيرة إلى أن القمة العربية المقررة خلال الأسبوع الجاري في مكةالمكرمة، ينتظر أن يرأس وفدها الأمير مولاي رشيد. وفي السياق ذاته، وفي الوقت الذي كان المغرب يكتفي فيه بإرسال سفير، أو كاتب دولة في الخارجية للاجتماعات التحضيرية للقمم العربية، أكدت مصادر ل”اليوم 24″ أن اجتماع مجلس وزراء الخارجية التحضيري لقمة مكة، سيمثل المغرب فيه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، ناصر بوريطة، وهو الاجتماع، الذي سينعقد، بعد غد الأربعاء. وتستضيف مكةالمكرمة القمة الإسلامية في دورتها العادية، يوم الجمعة 31 ماي الجاري، إلى جانب قمتين طارئتين عربية، وخليجية، بعد غد الخميس، بدعوة من العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز، لبحث الاعتداءات، التي تواجهها دول الخليج، ممثلة في مهاجمة سفن قبالة ساحل الفجيرة الإماراتي، ومحطتي نفط تابعتين لشركة أرامكو في منطقة المدينة في السعودية. ويأتي غياب ملك المغرب عن القمم العربية في ظل استمرار التطاحن، والتباين في وجهات النظر بين دول المنطقة، وغياب التعاون العربي في كثير من القضايا الإقليمية، وهو ما أشار إليه الملك محمد السادس في كلمته الموجهة إلى القمة العربية الأوربية قبل أشهر في شرم الشيخ، حيث تحدث عن تهديد دول عربية لجيرانها، وتدخلها في شؤونهم، كما أن المملكة المغربية سبق أن اعتذرت في 2016 عن استضافة القمة العربية، نظرا إلى تردي الوضع العربي، واكتفاء القمم بالبلاغات الإنشائية المفتقدة للواقعية، والنجاعة.