يغيب الملك محمد السادس عن مؤتمر القمة العربية في دورتها العشرين، التي تنطلق أشغالها اليوم السبت وتختتم غدا الأحد، بالعاصمة السورية دمشق، واكتفى بانتداب شقيقه الأمير مولاي رشيد لتمثيل المغرب في هذه القمة، فيما سجل حضور جميع رؤساء دول المغرب العربي (عبد العزيز بوتفليقة ومعمر القذافي وزين العابدين بنعلي وسيدي ولد الشيخ عبد الله) إلى مؤتمر القمة. وهكذا، بلغ عدد القمم العربية التي غاب عنها العاهل المغربي منذ توليه العرش 4 قمم. ورأى مراقبون في غياب محمد السادس عن القمم العربية رفضا من قبل العاهل المغربي للمشاركة في الاجتماعات العربية التي غالبا ما تنعقد في أجواء يطبعها التطاحن والخلاف بين دولها، كما هو الشأن بالنسبة إلى القمة التي تجري أشغالها الآن بدمشق. وحسب العديد من المتتبعين، فإن العاهل المغربي يولي عناية خاصة للقضايا الوطنية والمحلية عملا بالمقولة المنسوبة إليه «تازة قبل غزة» خلافا لوالده الراحل الحسن الثاني الذي كان المغرب على عهده يستضيف معظم القمم والمؤتمرات التي تعنى بقضايا الأمة العربية والإسلامية. فيما يرى آخرون أن الملك محمد السادس تغيب عن قمة دمشق لتفادي اللقاء مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة خاصة بعد أن رفض الأخير، في مارس 2007، وساطة تونسية لعقد قمة مغربية جزائرية، غير أن الحسان بوقنطار، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، يستبعد أن يكون الأمر كذلك، وقال في تصريح ل«المساء» إن المسؤولين المغاربة وعلى جميع المستويات لا يتفادون أي لقاء مع الأشقاء الجزائريين من شأنه أن يمد جسور التواصل بين البلدين، مضيفا أن المؤشر على حسن نية المسؤولين المغاربة تجاه الجزائر هو المقترح الأخير بفتح الحدود بين البلدين. أما بخصوص كون محمد السادس تغيب عن قمة دمشق لأنه يفضل الاهتمام بقضايا الداخل أكثر من قضايا الخارج، فقد قال بوقنطار إن الأمر هنا يتعلق بتغير في الأسلوب وليس في الجوهر، مؤكدا أن المغرب لم يغير توجهاته الرئيسية في علاقته بالمحيط الخارجي والعالم العربي. ومن جهته، قال الصحافي العربي المساري إن عدم حضور الملك محمد السادس إلى القمة العربية بسوريا لا يمكن أن يشوش على الموقف المغربي، مستبعدا أن يكون محمد السادس غاب عن هذه القمة لتفادي لقاء عبد العزيز بوتفليقة. وقال المساري في تصريح ل«المساء» إن تكليف مولاي رشيد بالنيابة عن محمد السادس في هذه القمة كاف لأنه مؤهل دستوريا وسبق له أن ناب عنه في العديد من المنتديات الدولية. فيما يقول خالد السفياني، الأمين العام للمؤتمر القومي العربي، إنه كان يتمنى أن يحضر الملك محمد السادس أشغال هذه القمة لإعلان التحدي خاصة أن أمريكا حذرت كل قادة الدول العربية تحذيرا مباشرا من حضور هذه القمة. وقال السفياني إن بعض قادة الدول العربية لم يحضروا إلى هذه القمة استجابة للضغوط الأمريكية. إلى ذلك رجح الحسان بوقنطار أن الملك محمد السادس يرفض المشاركة في قمم عربية تنعقد في ظروف خلافية بين أعضائها، وهو الأمر الذي يؤدي إلى تخلف العديد من الزعماء العرب عن الحضور كما هو الشأن بالنسبة إلى القمة الحالية في دمشق التي لا يغيب عنها فقط الملك محمد السادس، وإنما يغيب عنها أيضا الرئيس المصري حسني مبارك والملك عبد الله عاهل المملكة العربية السعودية. وهذه شخصيات، في نظر بوقنطار، لها وزنها في النظام العربي غير أنها تفضل عدم المشاركة في قمم لا فائدة ترجى من ورائها. القمم التي غاب عنها الملك -قمة الأردن سنة 2001 -قمة السودان سنة 2006 -قمة السعودية سنة 2007 -قمة سوريا سنة 2008 القمم التي حضرها الملك -قمة القاهرة سنة 2000 -قمة بيروت سنة 2002 -قمة شرم الشيخ سنة 2003 -قمة تونس سنة 2004 -قمة الجزائر 2005