العلاقات الثنائية الجيدة بين المغرب والاتحاد الأوروبي والتعاون الثنائي بين الطرفين في العديد من القضايا الحساسة، لن تعرف تغيرات مهمة، ابتداء من الاثنين المقبل، باستثناء بعض التشويش من اليمين المتطرف أو اليسار الجذري الذي من المرشح أن يكون حاضرا في الولاية المقبلة أكثر من أي وقت مضى، في ظل تصاعد المد القومي والشعبوي في أوروبا المعادي للمغاربة والمسلمين والمهاجرين. الانتخابات التي انطلقت، أول أمس الخميس، وتنتهي غدا الأحد، ستكون مؤثرة وحاسمة في مستقبل الاتحاد وعلاقاته بدول الجوار. وتشير التوقعات الأولية إلى إمكانية تشكيل حكومة أوروبية دون الحاجة إلى الحزب الشعبي الأوروبي والأحزاب اليمينية المتطرف لأول مرة في تاريخ البرلمان الأوروبي، إذ من المرشح أن تحصل تحالفات الاشتراكيين الديمقراطيين والليبراليين والخضر وبعض الأحزاب اليسارية على الأغلبية. ومن المرتقب، كذلك، أن تؤول رئاسة المفوضية الأوروبية إلى أحد أصدقاء المغرب، وهو الهولندي فرانستيمرمانز، وكيل لائحة الحزب الاشتراكي الأوروبي، التابع للتحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين، كما أن صديق المغرب جوزيف بوريل، ووزير الخارجية الإسبانية حاليا، قد يكون المسؤول عن الشؤون الخارجية والأمن في الاتحاد الأوروبي، خلفا للإيطالية فيديريكا موغيرني. وبعدما حقق حزب العمال الهولندي فوزا مفاجئا في الانتخابات الأوروبية التي جرت الخميس بتقدمه في على الليبراليين والشعبويين، بحصوله على 18 في المائة من الأصوات، ما سيضمن له 5 من المقاعد ال26 المخصصة لهولندا في البرلمان الأوروبي، وتقدمه على الليبراليين والشعبويين، الذين كانت استطلاعات الرأي وتقديرات المحللين تتوقع فوزهم على حسابه؛ إذ من المرتقب أن يتصدر الحزب الاشتراكي الأوروبي التابع للتحالف التقدمي للاشتراكيين والديمقراطيين بقيادة فرانس تيمرمانز الانتخابات، ب186 مقعدا، متبوعا بالحزب الشعب الأوروبي التابع لمجموعة حزب الشعب الأوروبي بزعامة بمانفريد فيبر (180 مقعدا)، متبوعا بتحالف الديمقراطيين والليبراليين من أجل أوروبا، الذي عين فريقا من القادة بدلا من مرشح واحد رئيسي. ب100 مقعد، وبحزب الخضر الأوروبي (57 مقعدا)، فيما تتقاسم بقية الأحزاب اليسارية واليمين المتطرف الأصوات الأخرى، علما أن مجموع المقاعد يصل إلى 751، حيث حددت الأغلبية في 375 مقعدا. عبدالحميد البجوقي، أوضح ل”أخبار اليوم” أن النتائج المتوقعة لن تؤثر بشكل كبير على العلاقات الثنائية بين الرباط وبروكسيل، لكن في حالة رفع اليمين المتطرف واليسار الجذري من حضوره في البرلمان المقبل، فسيكون مزعجا للمغرب في بعض القضايا الحساسة، سواء في قضية الهجرة مع اليمين أو الصحراء والاتفاقيات الثنائية بين الطرفين مع اليسار. وتابع قائلا إنه لأول مرة في تاريخ الاتحاد الأوروبي منذ تأسيسه ينقسم المشهد السياسي إلى فريقين، الأول يشكك في نجاعة مشروع الوحدة الأوروبية ويدعو إلى تفكيكها أو الانسحاب منها، كما حصل مع بريطانيا، وهو فريق صاعد ولو أنه لا يملك حتى الآن الأغلبية، وفريق يؤمن بنجاعة مشروع الوحدة الأوروبية ويعتبر التراجع عنها بمثابة كارثة، لكنه في تراجع مستمر.