لليوم الرابع على التوالي، ترقد امرأة مسنة فقيرة تدعى “رقية ز” بالمستشفى الإقليمي في سلا (مولاي عبد الله)، عادت إليه إثر عملية جراحية أجريت لها قبل حوالي شهر، لتصبح عرضة للإهمال عقب تعفن مكان العملية بساقها. جزء من معاناة العجوز نقله الصحافي اسماعيل الحمودي الذي عاين حالتها بالمستشفى، وكتب في حسابه الشخصي بالفايسبوك، إنه “عوض أن تظل المسنة تحت العناية إلى أن تتماثل للشفاء، بسبب صعوبة العملية وخطورة الكسر، تم إخراجها في اليومين المواليين لإجراء العملية”. وأضاف: “حملها ابنها ابنها إلى منزلها، وفي غياب أية رعاية طبية أو أسرية، علاوة على حالتها الاجتماعية، تفاقم وضعها الصحي، والأسوأ من ذلك أنها تعفنت على مستوى الورك، وأنتم تعرفون ما معنى التعفن”. وكتب أيضا، “في اليوم الثاني والثالث، أوعز الطبيب المعني إلى الابن أنه من الأفضل نقل والدته إلى خارج المستشفى!! لأنه ليست لهم التجهيزات اللازمة لمعالجتها، وأمس (الجمعة)، ألح الطبيب على الابن بضرورة إخراج والدته من المستشفى، دون أن تتلقى العلاجات الضرورية. وقال الحمودي إنه صدم حين زار السيدة في المستشفى: “خاصة بعدما سمعت شخصيا من ممرضة، تقول إن الحل لإنقاذ هذه السيدة (اللي خناز لحمها) هو نقلها إلى مصحة خاصة لأنها تتطلب عناية نوعية”. وتابع: “لحد كتابة هذه السطور، لا زالت المريضة في المستشفى، لا أحد من الأطباء أو الممرضين يريد معالجتها بشكل جدي، ولأن “لحمها خنازت” يتجنب الجميع الدخول إلى غرفتها.. ولا حول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم”. يحكي ابنها ياسين في حديث مع “اليوم 24” عن معاناتها، ويقول، إن أمه التي تعيش بمساعدات المحسنين، أصيبت بكسر في ساقها قبل حوالي شهر، فنقلت إلى مستعجلات مستشفى مولاي عبد الله، حيث أجريت لها عملية زرع الحديد في ساقها، وغادرت المستشفى في اليومين المواليين لإجراء العملية. وأوضح المتحدث أنه خلال هذا الأسبوع اكتشف وجود تعفن بمكان العملية الجراحية لوالدته، فأعادها إلى المستشفى، ليفاجأ برفض تقديم أي علاج لها أو فحصها، بحسب قوله. وبحسب رواية الإبن، طلب الطبيب المعالج الذي أجرى العملية الجراحية، للابن بنقلها إلى إحدى المصحات لتلقي العلاجات الضرورية، مشيرا إلى أن الاهتمام سيكون أفضل بالمصحة.