أقدمت السلطات المحلية في أكادير، في ساعات متأخرة من ليلة أمس الثلاثاء، على القيام بحملة كبيرة من أجل تنقيل عدد كبير من المهاجرين الأفارقة من دول جنوب الصحراء، والبالغ عددهم حوالي 120 شخصا، إلى مركز للإيواء الموقت بحي أنزا شمال المدينة، في خطوة ربطها عدد من المتتبعين للشأن العام بالأنباء المتداولة، مؤخرا، حول الزيارة الملكية المرتقبة، بداية شهر أبريل المقبل لعاصمة سوس. وعمد عدد من المهاجرين الأفارقة، الذين اجتاحوا المدارات الكبرى لمدينة أكادير، إلى نصب خيام أمام محلات تجارية أسفل بعض الإقامات المجاورة للمحطة الطرقية المسيرة أكادير على طول أمتار، وجعلوها مأوى لهم يبيتون فيها بشكل جماعي في منظر يسيء لجمالية المدينة ويزعج راحة القاطنين بعين المكان، كما يسائل المسؤولين على المستوى المركزي والجهوي حول سياسة الدولة في التعامل مع ملف المهاجرين المنحدرين من دول جنوب الصحراء، والذين يزداد عددهم يوما بعد يوم. وعلم “اليوم 24” أن السلطات المحلية، مدعومة بعدد مهم من عناصر القوات المساعدة وعناصر الأمن الوطني، حاولت التواصل مع المهاجرين المتواجدين قرب المحطة الطرقية المسيرة أكادير، بشأن ضرورة مغادرة الفضاءات المحتلة من طرفهم، وهو ما جعل مجموعة منهم تحتج في البداية على المصالح المختصة التي كانت تحاول إركابهم بالقوة في حافلات النقل الحضري للتوجه صوب مركز للإيواء. يشار إلى أن منطقة سوس، استقبلت في مناسبة سابقة، عددا مهما من المهاجرين المنحدرين من دول جنوب أفريقيا الصحراء، والذي تم تنقليهم من مدن شمال المملكة في اتجاه تزنيتوأكادير، إذ قام المغرب قبل سنوات بتسوية الوضعية القانونية لآلاف الطلبات التي وردت عليه، لكن مقابل ذلك لازالت المملكة تواجه ضغطاً كبيراً ووتيرة مرتفعة للهجرة غير النظامية، فإلى جانب بعض المهاجرين الذين فضلوا المكوث في المغرب، لازالت نسبة كبيرة تتشبث بالوصول إلى أوربا، وسبق للناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، مصطفى الخلفي، أن صرح بأن المغرب لا يستطيع تحمل العبء لوحده، داعيا الشركاء الأوروبيين إلى التفاعل والمساهمة.