يستمر المغرب في توجيه رسائل إلى أشقائه العرب، رافضا التدخل في شؤون الدول، وذلك عقب اضطراب العلاقات بين المغرب والسعودية والإمارات، حيث عاد سفيرا المغرب بالدولتين الخليجيتين إلى الرباط، واعتبر وزير الخارجية ناصر بوريطة، أنهما حضرا للرباط، للتشاور بشأن مستقبل العلاقات المغربية الخليجية في ظل التحولات التي تعرفها المنطقة. فبعدما عبرت كاتبة الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية، منية بوستة، عن رفض المغرب التدخل في شؤون الدول، مؤكدة أن “هذا هو أساس عملنا الإسلامي المشترك”، وذلك في كلمة ألقتها قبل ثلاث أيام بأبو ظبي، في اجتماع لمجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء لمنظمة التعاون الإسلامي، عاد رئيس مجلس النواب، الحبيب المالكي، ليدعو إلى “الحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض”. وقال المالكي، في المؤتمر التاسع والعشرين للاتحاد البرلماني العربي، الذي انطلق أمس ويستمر اليوم الإثنين، بالعاصمة الأردنية عمان، “إن هناك مجموعة من التحديات التي تفرض حتمية الوحدة والحكمة والتبصر، واليقظة والوعي الجماعي، والاحترام المتبادل، والحرص على عدم التدخل في الشؤون الداخلية لبعضنا البعض”. ودعا المتحدث إلى “تشكيل جبهة متراصة من أجل خدمة الأمة العربية والتجاوب مع تَطلعاتها وآمالها، وكذا من أجل توجيه المزيد من الجهود البرلمانية نحو إعادة بناء الذات العربية في مواجهة ما يحدق بها من مخاطر”. وشدد رئيس مجلس النواب، على أهمية “العمل المكثف والحذر والواعي، من أجل استعادة سلطة القرار العربي المستقل”. ويرى المالكي، أن “ما يجمع العرب في العمق وفي الأفق، ليس المؤتمرات والاجتماعات أو الخطب والبيانات والشعارات، وإِنما روابط عميقة بنيوية فيها ما له علاقة بالحضارة وبالثقافة والتاريخ، وبالأَنساق المجتمعية، وبالممارسة العقائدية والدينية والروحية، وباللغة، وكذا بالقيم الإِنسانية والأَخلاقية الكونية والمبدئية”. ونبه المتحدث إلى أن الخلافات العربية-العربية ليست سوى “تجليات واضحة لمخططات مدروسة تستهدف في العمق أمننا القومي، وضرب إِرادتنا المشتركة، والمساس بوحدتنا واستقرارنا”.