أطلق عدد من نشطاء فيسبوك، عريضة إلكترونية تضامنية مع جمعية “جذور” الثقافية، تحت عنوان “متضامنون مع جذور”، وذلك بعد أن أصدرت السلطات مدينة الدارالبيضاء حل جمعية بسبب تعليقات نقدية، أدلى بها ضيوف في برنامج حواري، استضافه مقرها. وطالب النشطاء بالوصول إلى 10 آلاف توقيع ل”تسليط الضوء على التناقض بين الخطاب السائد وواقع الميدان بخصوص حرية الجمعيات في المغرب”. واعتبر أصحاب مبادرة “متضامنون مع جذور” أن “القرارات التي تتخذها السلطات المغربية تؤدي إلى الانشقاقات في المجتمع المغربي، حيث الحاجة الملحة هي التركيز على تحرير المواطنين، والخدمات العمومية، والمساءلة، ومكافحة التطرف”. وأضاف المصدر ذاته أن العريضة iي “دعوة لدعم حرية التعبير وحرية الجمعيات. حتى يتمكن المجتمع المدني المغربي، بكل تنوعاته، من ممارسة دوره الدستوري بارتياح كسلطة ديمقراطية مستقلة وآلية لمراقبة السياسات العمومية. وأشار موقعوا العريضة أن “القرار القضائي مثير للقلق من عدة جوانب . فهو يبشر بمستقبل مقلق للجمعيات المغربية، إذ ينهج طريق قمع الحريات، خاصة حرية التعبير، بدل فتح طريق القيم العالمية للحريات الأساسية وتحرير المواطنين، المنصوص عليها في الدستور المغربي، وفي المعاهدات الدولية التي صادق عليها المغرب”. وتعود فصول القصة إلى 9 أكتوبر الماضي، حيث كتب عامل الدارالبيضاء – أنفا إلى الوكيل العام في الدارالبيضاء طلبا لحل جمعية جذور، على أساس أنها نظمت “نشاطا تضمن حوارات تخللتها إساءات واضحة إلى المؤسسات.. كما تم التعبير فيه عن آراء سياسية بعيدة كل البعد عن الأهداف، التي أُسست من أجلها هذه الجمعية”، وهي الرسالة، التي أشارت إلى حلقة برنامج “الأغبياء” في 5 غشت، قبل أن تقرر المحكمة في 26 دجنبر الماضي، الحكم لصالح النيابة العامة، والأمر بحل جذور، وهو القرار الذي استأنفته الجمعية. بالإضافة إلى ذلك تحتضن جمعية “جذور” “ملحمة العدميين”، برنامج حواري على “يوتيوب”، يستضيف خلاله مقدّمان، يصفان نفسيهما ب”الغبيين”، صحافيين، وفنانين، وغيرهم خلال عشاء لمناقشة مجموعة من المواضيع السياسية، والاجتماعية المثيرة للجدل، بطريقة حرة، وجريئة، تسودها خفة اللسان، وهو البرنامج، الذي يبث منذ عام 2016 على الأنترنت، وهذه المرة الأولى، التي تتخذ فيها السلطات إجراءات قانونية ردا عليه.