كالنار في الهشيم انتشرت مزاعم تفيد بزيارة مرتقبة لرئيس وزراء كيان الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمغرب، قبيل الانتخابات العامة للكيان المزمع عقدها في 9 من أبريل المقبل. العديد من مواقع الاحتلال تناقلت الخبر المزعوم في تقارير إعلامية عنوانها “توسيع إسرائيل لعلاقاتها مع عدد من الدول الإفريقية والإسلامية”. وهو ما تجسد في تغريدة لبنيامين نتنياهو على حسابه على تويتر، حينما عبر عن مسعاه لتحسين علاقات الاحتلال مع العالم الإسلامي بعد الزيارة التي قام بها إلى تشاد والتي وصفها بالتاريخية، تمخض عنها توقيع مذكرة استئناف العلاقات مع الرئيس التشادي إدريس ديبي بعد قطعها منذ 1972 بضغوط من الرئيس الليبي الراحل معمر القدافي، بحسب ما ذكره موقع the time of Israel. وقال نتنياهو في تغريدته: “إسرائيل تدخل العالم الإسلامي، هذه نتيجة عمل مكثف قمنا به على مدار السنوات الأخيرة، نحن نصنع التاريخ ونحول إسرائيل إلى قوة عالمية صاعدة”. وذكر موقع “لوديسك” في وقت سابق، أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي بدعم من الأمريكيين، يسعى إلى “تتويج النشاط الدبلوماسي لنتنياهو في القارة السمراء، بزيارة إلى المغرب وبلقاء الملك محمد السادس”. يذكر في هذا الصدد أنه ليس هنالك أي تأكيد رسمي من المغرب لحدود كتابة التقرير حول صحة ما جرى الترويج له، كما ليس هنالك أي إعلان رسمي من قادة الاحتلال في هذا الجانب. باستثناء ما روجت له الكثير من المواقع الإخبارية للكيان حول موضوع الزيارة بينها موقع “جيروزاليم بوست”، الذي ذكر أن الزيارة “لا تأتي فقط في إطار مساعي إسرائيل لتوسيع علاقاتها مع دول إسلامية، بل أيضا في سياق التمزق الحاصل في العلاقات المغربية الإيرانية، وجهود الرباط في الحصول على دعم الولاياتالمتحدةالأمريكية في الصراع المستمر منذ عقود حول ملف الصحراء”. حمى الترويج لما اعتبرته بعض المواقع الإخبارية للكيان “غزوات نتنياهو”، شملت أيضا مالي، التي قيل إنه من المزمع أن يستقبل رئيس وزرائها سوميو بوباي مايغا، نتنياهو في غضون الأيام المقبلة قبيل انتخابات الكنيسيت، في زيارة تاريخية على حد ما ذكره the time of Israel. وفي تعليق له على الموضوع، اعتبر سيون أسيدون، الناشط الحقوقي المناهض للتطبيع، أن ما يجري الترويج له يدخل في إطار محاولة جس النبض بشكل غير مباشر، وفي إطار المحاولات الصهيونية للمزيد من التطبيع وانتظار ردود فعل الرأي العام والتيارات السياسية. وقال أسيدون في تصريح ل”أخبار اليوم”، “لا أظن أن يكون هنالك أي رد فعل رسمي”، مبرزا ضرورة تكذيب الخبر المزعوم بشكل رسمي عن طريق التأكيد مثلا عن عدم توصل الرباط بأي شيء رسمي من الاحتلال في هذا الصدد، والإشارة إلى أنه حتى ولو توصلت فسترفض، وهذا أضعف الإيمان، يقول أسيدون. وفي ذات السياق، ذهب أحمد ويحمان، رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع، الذي اعتبر أن ما يتم الترويج له من أخبار قد يكون جسا للنبض بشأن قبول الشعب المغربي وقواه الحية لهذه الزيارة، ويترتب بعد ذلك قرار المجيء أو عدم المجيء، خاصة أنه سبق وأن كانت هنالك تجارب مماثلة كالترويج لزيارة شمعون بيريز التي جرى التسويق لها رسميا وعلى نطاق واسع من الجانب الصهيوني، لكن تعبئة المغاربة ومواقف عدد من الهيئات حالت دون ذلك، بعد احترام الجانب الرسمي المغربي للتعبير الشعبي، يقول ويحمان. وأبرز المتحدث في تصريح ل”أخبار اليوم”، أن هنالك ظاهرة رصدها المرصد، وهي إطلاق إشاعات في مناسبات كثيرة حول قضايا متعددة، “فإذا اتضح لهم أنها ستمر قاموا بأجرأتها، وإذا اتضح لهم أنها صعبة التحقيق يحجمون عنها”، وفي هذا السياق يمكن إدراج ما يجري الترويج له عن زيارة نتنياهو للمغرب. واعتبر ويحمان أنه في حال ما حملت الإشاعات نسبة من الصحة، فزيارة مجرم الحرب ستكون إهانة لمشاعر الشعب المغربي، وأن نتنياهو مفلس حتى في كيانه ومتابع في قضايا فساد كثيرة وورقة محروقة ستحرق معها من يقترب منها، لاسيما أنه في الانتخابات المقبلة اتضح أنه لا حظوظ له رغم ما حققه من جرائم على حساب الفلسطينيين، يردف ويحمان. وأشار رئيس مرصد مناهضة التطبيع، إلى أنه حتى فيما يخص الحسابات التكتيكية والبراغماتية، فأي رهان على نتنياهو هو مغامرة ومقامرة وهو وغباء، “ومن يروج أن نتنياهو سيخدمنا في الصحراء فما سيحصل هو العكس، فالأمر سيؤدي إلى إمكانية استحضار أطروحة البوليساريو على أنها أطروحة يمكن الاستماع لها”. وفي موضوع ذي صلة، أعلن مرصد مناهضة التطبيع، عن تنظيم وقفة احتجاجية في شارع محمد الخامس في الرباط ، للتنديد بالهجمة الشرسة الصهيونية على الفلسطينيين ، وما يجري من “تخطيط صهيوني لتقسيم المغرب إلى دويلات على أسس عرقية ومناطقية”، حسب ما ورد في بيان للمرصد توصلت “أخبار اليوم” بنسخة منه . ودعا المرصد في بيانه كل المغربيات الحرائر والمغاربة الأحرار للالتحاق بالوقفة التي ستنطلق على الساعة 5 و30 بعد الزوال. الوقفة، حسب ذات البيان، تأتي تضامنا مع الأسرى البواسل في معركتهم ضد الأبارتهايد الصهيوني، وللمطالبة بعقد دورة خاصة بالوضع المأساوي للأسرى في سجون الاحتلال.