عرفت الخطوة التي أقدم عليها المعارض خوان غوايدو ضد الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، بإعلان نفسه “رئيسا” بالوكالة، ردود فعل دولية متفاوتة. حيث اعترفت به الولاياتالمتحدة وعدة دول في أميركا اللاتينية فيما نددت روسيا بما اعتبرته “اغتصابا للسلطة”. من جهتها دعت الأممالمتحدة إلى الحوار فيما حض الاتحاد الأوروبي على إجراء انتخابات حرة. وسارعت واشنطنوكندا وعدة دول أميركية لاتينية إلى تقديم دعمها لإعلان غوايدو، الذي كشف عنه أمام حشد من عشرات آلاف المؤيدين في العاصمة كراكاس، أمس الأربعاء. في المقابل عبرت عدة دول أخرى عن دعمها لمادورو، مؤكدة عدم اعترافها بإعلان رئيس البرلمان. وكتب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان “أعترف رسميا برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا بالوكالة لفنزويلا”. بينما اعتبر الكرملين، أن مادورو هو “الرئيس الشرعي” لفنزويلا، وندد المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف ب”اغتصاب السلطة” من جانب المعارضة. وفي بيان شديد اللهجة داعم لمادورو حليف موسكو حذرت وزارة الخارجية الروسية من أن الدعم الدولي لزعيم المعارضة خوان غوايدو الذي أعلن الأربعاء نفسه “رئيسا بالوكالة”، “يؤدي مباشرة إلى الفوضى وسفك الدماء”. وعبرت الصين عن معارضتها “التدخل الخارجي” في السياسة الفنزويلية. وأعلنت وزارة خارجية البرازيل التي يعبر رئيسها جاير بولوسنارو باستمرار عن عدائه لمادورو، أنها “تعترف بخوان غوايدو رئيسا”. وإلى جانب البرازيل اعترفت 10 دول أخرى أعضاء في مجموعة ليما التي تدين باستمرار تجاوزات نظام مادورو، بغوايدو، وهذه الدول هي الأرجنتينوكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس وبنما وبارغواي والبيرو. أما كندا، فقالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند “ندعم اتزامه قيادة فنزويلا إلى انتخابات حرة وعادلة”. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش إلى “الحوار” في فنزويلا لمنع “تصعيد” يمكن أن يؤدي إلى “كارثة”. وقال غوتيريش على هامش منتدى دافوس الاقتصادي العالمي “نأمل أن يكون الحوار ممكنا لتجنب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثيا لسكان البلاد والمنطقة”. من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى تنظيم “انتخابات حرة وتتمتع بالصدقية بموجب النظام الدستوري”. وأشاد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ب “شجاعة مئات الآلاف من الفنزويليين الذين يتظاهرون من أجل حريتهم” في مواجهة “الانتخاب غير الشرعي لنيكولاس مادورو”، وأكد أن أوروبا “تدعم إعادة الديموقراطية” إلى البلد. وقالت إسبانيا، إن تنظيم انتخابات جديدة هو “المخرج الوحيد” لفنزويلا. وقال وزير الخارجية الإسباني جوزيب بوريل “يجب أن نحول دون تدهور الوضع. هذا يتطلب بلا شك عملية تدخل لضمان أن السبيل الوحيد للخروج منه هو الانتخابات”. وأجرى رئيس الحكومة بدرو سانشيز اتصالاً هاتفياً مع غوايدو مشدداً على ضرورة تنظيم “انتخابات حرة”. أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيس رجب طيب أردوغان أجرى اتصالا هاتفيا مع مادورو ليعبر له عن دعمه. وصرح الناطق باسم الرئاسة ابراهيم كالين، أن الرئيس التركي قال لمادورو “الأخ مادورو يجب أن تبقى مرفوع الرأس وتركيا تقف إلى جانبكم”. وتقاسم كالين على تويتر وسم “كلنا مادورو” تعبيرا عن الدعم للرئيس الفنزويلي. وأدانت سوريا “تدخل الادارة الأميركية” في شؤون فنزويلا، وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) “تدين الجمهورية العربية السورية بأشد العبارات تمادي الإدارة الأميركية وتدخلها السافر في شؤون جمهورية فنزويلا البوليفارية والذي يشكل انتهاكا فاضحا لكل الأعراف والقوانين الدولية واعتداء صارخا على السيادة الفنزويلية”. كتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز-كانيل في تغريدة على تويتر “نقدم دعمنا وتضامننا مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الامبريالية لتشويه صورته وزعزعة الثورة البوليفارية”. أما وزير الخارجية الكوبي برونو رودريغيز، فقد أكد “دعمه الحازم” لمادورو ودان التحرك معتبرا أنه “محاولة انقلابية”. وكتب الرئيس البوليفي ايفو موراليس في تغريدة “نعتبر الولاياتالمتحدة مسؤولة عن التشجيع على انقلاب وعلى القتال بين الأخوة بين الفنزويليين”. وأضاف “في الديموقراطية الشعوب الحرة هي التي تنتخب رؤساءها وليس الامبراطورية”. وأكدت المكسيك التي يحكمها الرئيس اليساري اندريس مانويل أوبرادور أنها ما زالت تعترف بمادورو رئيسا.