أمام الآلاف من مؤيديه الذين تجمعوا في كراكاس الأربعاء، أعلن خوان غوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة، نفسه “رئيسا بالوكالة” للبلاد. وبعد وقت قصير أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الاعتراف به “رئيسا بالوكالة” لفنزويلا. وقال غوايدو “أقسم أن أتولى رسميا صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية كرئيس لفنزويلا (…) للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة”. وعقب إعلان غوايدو سجلت مواجهات بين قوات الأمن وأنصار المعارضة في كاراكاس. ترامب يعترف بغوايدو “رئيسا بالوكالة” لفنزويلا وقال ترامب في بيان “أعترف رسميا اليوم برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيسا لفنزويلا بالوكالة”. وتابع أنه يعتبر الجمعية الوطنية برئاسة غوايدو “الفرع الشرعي الوحيد لحكومة انتخبها الشعب الفنزويلي وفق الأصول”. ماذا يعني اعتراف ترامب بزعيم المعارضة رئيسا بالوكالة؟ وأضاف أن الجمعية الوطنية أعلنت الرئيس نيكولاس مادورو “غير شرعي، ومنصب الرئاسة بالتالي فارغا”. مادورو يقطع العلاقات مع واشنطن وأعلن الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الأربعاء قطع علاقات بلاده الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة ردا على اعتراف ترامب بغوايدو رئيسا بالوكالة. وقال مادورو “قررت قطع العلاقات الدبلوماسية والسياسية مع الحكومة الإمبريالية للولايات المتحدة. ليرحلوا من فنزويلا، هنا لدينا كرامة” ومنح ممثلي البعثات الدبلوماسية الأمريكية 72 ساعة لمغادرة البلاد. الجيش يدعم مادورو من جهته أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو الأربعاء أن الجيش يرفض إعلان رئيس البرلمان خوان غوايدو نفسه “رئيسا بالوكالة” لفنزويلا. وكتب الوزير على تويتر أن “اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة. نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتيا بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية”. بيض ضد حمر قبيل إعلان غوايدو، كانت المحكمة العليا، أعلى سلطة قضائية في فنزويلا، أعلنت أنها أمرت بإجراء تحقيق جزائي ضد أعضاء البرلمان، متهمة إياهم بالسعي لاغتصاب صلاحيات مادورو. ونزل أنصار الرئيس الفنزويلي ومعارضوه بكثافة إلى الشارع الأربعاء في كل أنحاء البلاد، في أجواء توتر شديد. وقضى خمسة أشخاص في اضطرابات سبقت المظاهرات. وتجمع المعارضون الذين ارتدى كثير منهم لباسا أبيض في العديد من أحياء العاصمة ومناطق أخرى من البلاد للمطالبة ب”حكومة انتقالية” وانتخابات جديدة. من جهتهم، تجمع أنصار مادورو الذين ارتدى معظمهم لباسا أحمر في العديد من نقاط التجمع بالعاصمة للتعبير عن دعمهم للرئيس ورفض مطالب المعارضة التي اعتبروها محاولة انقلاب من تدبير واشنطن. 13 قتيلا خلال مظاهرات اليومين الماضيين وقالت منظمة غير حكومية معنية بحقوق الإنسان لوكالة الأنباء الفرنسية الأربعاء إن 13 شخصا قد قتلوا خلال يومين من الاحتجاجات المناهضة للحكومة في فنزويلا. وقال المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية المعارض للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، إن هؤلاء القتلى، الذين قضى أغلبهم بسلاح ناري، قد سقطوا في العاصمة كاراكاس ومناطق أخرى من البلاد. ويتزامن اليوم مع الذكرى 61 لسقوط الدكتاتورية ونظام ماركوس بيريز خيميمنيز في 23 يناير 1958. وتم تنصيب الرئيس الفنزويلي في 10 يناير لولاية ثانية احتجت عليها المعارضة ولم تعترف بها واشنطن والاتحاد الأوروبي والعديد من دول أمريكا اللاتينية. وأغلقت المتاجر والمدارس والمؤسسات أبوابها الأربعاء، في حين لم تشاهد إلا سيارات قليلة في الشوارع. وفي الذاكرة أحداث عنف في 2017 خلفت 125 قتيلا. دبابات مكافحة الشغب جرت هذه المظاهرات في مناخ متفجر، بعد يومين من تمرد قصير ل27 عسكريا تحصنوا ساعات قليلة في ثكنة شمال كراكاس مطلقين دعوات للتمرد. وتم توقيفهم بسرعة. وما انفكت المعارضة تدعو الجيش إلى القطع مع نظام مادورو. ووعد البرلمان ب”عفو” عن أعضاء الجيش الذين يرفضون الاعتراف بالولاية الجديدة لمادورو. وأيد النواب الثلاثاء هذا المقترح، متحدين المحكمة العليا التي أعلنت كل قراراتهم لاغية. وقال غوايدو “لا يمكنهم اعتبار رغبة الشعب في التغيير لاغية”، معتبرا أن تمرد الاثنين يعكس الغضب المتنامي داخل الجيش. ومن المقرر أن تجتمع منظمة الدول الأمريكية الخميس لبحث “التطورات الأخيرة في فنزويلا”.