حصلت “أخبار اليوم” على معطيات جديدة عن هوية السويسري الذي تم اعتقاله للاشتباه في تورطه في قضية قتل السائحتين في منطقة “إمليل” نواحي مراكش. وكشف أحد أفراد عائلته الذي فضل عدم ذكر اسمه، أن المعتقل السويسري المعتقل شاب لا يتجاوز عمره 25 عاما، متزوج من مغربية وله طفل عمره سنتين، حيث تعرف على زوجته في المغرب سنة 2016 وقررا العيش بين المغرب وسويسرا، قبل أن يحصل على بطاقة الإقامة في مراكش في 2017. وحتى بعد حصوله على الإقامة كان يسافر باستمرار إلى سويسرا رفقة زوجته، ويقيما هناك مع أمه. كان عليه أن يمكث في سويسرا لبضع أشهر، ثم يعود للمغرب لأنه كان يستفيد من إعانات حكومية لإعالة أسرته، تغنيه عن البحث عن عمل في مراكش. ويقول أحد أفراد أسرته، “لا يمكنه العمل نظرا إلى حالته الصحية”. فهو “يتابع مع طبيب نفسي” في سويسرا، “من أجل الإقلاع عن التدخين”، لكنه أيضا “يعاني من اضطرابات نفسية”، لكن ليس له ملف مع أي طبيب نفسي في المغرب. وعن حصوله على الجنسية الإسبانية، تبين أن أمه إسبانية الأصل فيما والده المتوفى سويسري الجنسبة. اعتنق هذا الشاب الإسلام عندما كان عمره 18 سنة. أحد أفراد عائلته يقول إنه رغم ذلك “لم يكن يصلي”، لكنه بدأ فيما بعد “يبحث ويقرأ، وأصبح يصلي”. عائلته صُدمت بعد نشر بيان للمكتب المركزي للأبحاث القضائية، يعتبره، حاملا لفكر متطرف، وأنه ساعد بعض أعضاء خلية إمليل على تقنيات استعمال تكنولوجيا التواصل، ودربهم على الرماية، وجند مغاربة وأفارقة للقيام بعمليات، مستغلا إتقانه اللغات منها الإنجليزية. يقول المصدر إن الشاب المعتقل “لا يتقن الإنجليزية، ولا يتقن استعمال التكنولوجيا”، ولديه فقط “واتساب” في هاتفه. إنه “شخص بسيط، لم يكمل تعليمه”، وحتى تذاكر الطائرة عبر الإنترنيت “تتكفل بها أمه”. كما تنفي عائلته علاقته بمنفذي عملية إمليل، أو وجود سكنه قريب من سكن الموقوفين، فهو يقطن في بيت قريب من حي “كيليز” الراقي، فيما الموقوفون المتورطون يقطنون مناطق بعيدة عنه. من حيث سوابقه، فإنه لم يسبق أن توبع في ملفات الإرهاب، وعائلته تنفي علمها بأي نشاط له في مجال تجنيده مغاربة وأفارقة للقيام بعمليات إرهابية. لكنه، حسب ما نشرته وسائل إعلام سويسرية، استنادا إلى فلورانس دابوا، المتحدثة باسم الشرطة الفدرالية، فإن الشاب غادر سويسرا وانتقل إلى الإقامة في المغرب في عام 2015، وأنه معروف لدى شرطة جنيف لارتكابه جرائم حق عام بين عامي 2007 و2013، تتعلق بالمخدرات والسرقة والسطو والإضرار بالممتلكات والاعتداء وسوء المعاملة الزوجية. كان هذا قبل أن يأتي للمغرب، ويستقر فيه. عائلته تنفي عنه التطرف الديني، فهو لا يمانع في الجلوس على مائدة مع “والدته المسيحية التي تضع قنينة الخمر، ويجلس مع أشقائه الذين يتناولون لحم الخنزير. “لديّ صور له تثبت ذلك”، يقول المصدر. وحياته “طبيعية”، فهو “ينصت للموسيقى ويشاهد الأفلام السينمائية”، يوم اعتقاله كان خارج البيت في مقهى، وكان على موعد مع زوجته للذهاب إلى السينما. هذه رواية أسرته، أما بلاغ المكتب المركزي، فيشير إلى معطيات خطيرة، فهذا الشاب “يشتبه في تورطه في تلقين بعض الموقوفين، آليات التواصل بواسطة التطبيقات الحديثة، إلى جانب تدريبهم على الرماية، وانخرط في عمليات استقطاب مواطنين مغاربة، وأفارقة من دول جنوب الصحراء بغرض تجنيدهم في “مخططات إرهابية بالمغرب”، تستهدف مصالح أجنبية، وعناصر قوات الأمن بغرض الاستحواذ على أسلحتها الوظيفية. وينتظر أن يخضع السويسري للتحقيق من لدن قاضي التحقيق بملحقة محكمة الاستئناف بسلا، قبل أن تتضح التهم التي ستوجه له.