قال عبدالله الجباري، باحث في الدراسات الإسلامية، خبر اعتقال بوعشرين ظننته مُزحة. كيف تعرفت على توفيق بوعشرين؟ تعرفت على توفيق بوعشرين في الحي الجامعي السويسي الثاني بالرباط، وكان من الطلبة النجباء، وما إن أنهى دراسته القانونية حتى انخرط في شعبة الفلسفة، وكان في الحي الجامعي من الطلبة النشيطين، الذين كانوا يسهمون بفعالية في تسيير الأنشطة التي يُستدعى لتأطيرها مثقفون وسياسيون، كما عرفت عنه طيبوبته ودماثة أخلاقه وحسن معاشرته. كيف تنظر إلى تجربته الصحافية؟ توفيق بوعشرين مهووس بالصحافة منذ بداياته. من أول ما عرفته عنه، إسهامه في جريدة “النبأ”، التي كانت تصدرها الحركة من أجل الأمة، ومما تسعفني به الذاكرة، أنه أجرى حينذاك حوارا صحافيا مع أحد المعتقلين المفرج عنهم، وأظنه الأستاذ محمد حقيقي. بعد تخرجه من الجامعة، انتقل إلى العمل الصحافي، ولعل أولى بداياته كانت مع جريدة “الأحداث المغربية”، رغم اختلافه مع بعض التوجهات الإيديولوجية للكثير من مؤسسيها والعاملين بها، وأظهر كفاءته بسرعة، فمُكِّن من النشر في الصفحة الأولى أحيانا، وبعدها تنقل إلى منابر متعددة مؤسسا لها أو مسهما فيها، وفي كل منبر ترك بصمة من بصماته، إلى أن استقر في جريدة “أخبار اليوم”. في “أخبار اليوم” راكم توفيق بوعشرين نجاحات متعددة أكسبته مكانة خاصة في المشهد الإعلامي المغربي، تميز بافتتاحياته التي تتعانق فيها سلاسة اللغة مع المتابعة اليومية للأحداث مع العمق الأكاديمي، إضافة إلى تماس – أحيانا – مع الأسلاك الشائكة التي غالبا ما تُسيج عمل رجال الصحافة. كما تميزت افتتاحياته بنقد للسلطة والسلطوية، لكنه نقد مغلف بالحرير في كثير من الأحيان، وهو ما أشبهه بالأسلوب النقدي للشهيد جمال خاشقجي رحمه الله. ما رأيك في اعتقاله، والحكم الابتدائي الصادر في حقه؟ خبر اعتقال توفيق ظننته في البداية مُزحة أو كذبا، أما الحكم الذي صدر في حقه، فقد كان مؤلما، ولم يكن صادما بالنسبة إلي، لأنني بعد اعتقاله بمدة قليلة، اقتنعت أن الحكم لن يقل عن 10 سنوات، وكذلك كان، وهذا ليس من الكهانة، بل هو بناء على تجميع معطيات، أهمها طريقة الاعتقال، عدد رجال الأمن الذين حضروا أثناء الاعتقال، الحديث عن الأقراص المدمجة التي أنكر معرفته بها، الاعتقال رغم عدم وجود حالة التلبس، المحامون الذين يترافعون ضده، المانشيطات العريضة والعناوين الغريبة التي صدرت في عدد من الجرائد والمواقع التي على استقلاليتها علامات استفهام، والتي تجد راحتها في التشهير بالأشخاص. وأمور أخرى..