في الذكرى الأولى ل”حراك جرادة” الذي فجر احتجاجات يومية في المدينة المنجمية على مدى أشهر متواصلة، احتجاجا على ارتفاع أسعار فواتير الكهرباء واستمرار سقوط أبناء المدينة قتلى في المناجم العشوائية للفحم الحجري، كشف دفاع المعتقلين على خلفية الحراك عن تفاصيل جديدة حول حصيلة المتابعين في واحد من أقوى الحراكات الاجتماعية التي استقبل بها المغرب سنة 2018. وفي تصريح ل”اليوم 24″، اليوم الأربعاء، قال عبد الحق بنقادي، محامي معتقلي حراك جرادة، إن حصيلة المعتقلين على خلفية الحراك منذ اندلاعه وصلت إلى 95 شخصا، من بينهم ثمانية قاصرين ضمنهم فتاة توبعت في حالة سراح، بالإضافة إلى شخص مختل عقليا. وعن الأحكام الصادرة في حق معتقلي الحراك، قال بنقادي، إنه منذ بداية الاعتقالات على خلفية الاحتجاج، حظي شخص واحد من الموقوفين بعدم المتابعة من طرف قاضي التحقيق بعد اعتقاله لستة أشهر، فيما تمت متابعة الباقين، موزعين بين حالات الاعتقال والمتابعة في حالة سراح، ليصل عدد الموجودين في السجن إلى غاية اليوم إلى 68 شخصا، بالإضافة إلى 18 شخصا متابعين في حالة سراح، وثمانية آخرين أكملوا عقوباتهم، حيث يُقدر مجموع الأحكام التي نطقت بها محكمة وجدة التي تمسك ملف “حراك جرادة” ب133 سنة وسبعة أشهر. ورغم كل هذه الحصيلة الثقيلة، لا زالت محاكمة نشطاء الحراك مستمرة، حيث تستعد محكمة وجدة للنظر مجددا غدا الخميس، في ملف مجموعة تضم 19 ناشطا من الحراك، من بينهم الكوميدي أمين مقلش، والناشط مصطفى ادعينين، اللذين عرفا بقيادتهما لمسيرات الاحتجاج وسط جرادة، على مدى أشهر متتالية. يشار إلى أن سقوط “شهيدي الفحم الحجري” جدوان والحسين، في 22 من شهر دجنبر 2017، فجر الغضب في مدينة جرادة، حيث خرجت مسيرات حاشدة على مدى أيام متتالية انضم إليها الآلاف من السكان مرددين شعار “الشعب يريد بديل اقتصادي”، ومنفذين إضرابات عامة شلت الحركة في المدينة المنجمية، قبل أن تتدخل قوات الأمن في 14 مارس 2018 واعتقلت عدد من النشطاء.