أكد منصف اليازغي، الدكتور المتخصص في السياسات الرياضية، أن قرار المغرب عدم الترشح لاستضافة نهائيات كأس إفريقيا للأمم 2019، وتعويض الكاميرون “لم يكن مفاجأ”، لأن المملكة لم يسبق لها أن عبرت سواء عبر مسؤولين حكوميين أو من الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، عن رغبتها في الترشح لاستضافة هذا الحدث. وقال البازغي، في تصريح خص به “اليوم24″، إن ” المغرب لم يسبق له أن أعلن عن رغبته في استضافة هذه الكأس، سواء من طرف وزارة الرياضة أو من الجامعة طيلة السنتين الماضيتين، التي كان يروج فيها بأن المغرب يمارس ضغوطا على الاتحاد القاري، بعد أن فقد نسخة 2015 في ظروف خاصة”. وأضاف المتحدث نفسه، ” كل ما قيل حول الموضوع، كان مجرد تقارير صحفية، لا يمكنك أبدا أن تجد أي تصريح منسوب لمسؤول رسمي، لأن هذا القرار يهم الحكومة وليس الجامعة، وتستدعي الوقوف على مجموعة من المعطيات”. واعتبر صاحب كتاب “مخزنة الرياضة”، أنه ” تم ترشيح المغرب، لأنه يملك 6 ملاعب من مستوى عالي وملعبين احتياطيين، ولكن التنظيم تدخل فيه مجموعة من الاعتبارات، مرتبطة بالميزانية العامة والقدرات المالية، وهل الظروف السياسية تسمح بالتنظيم، تم هل التقارير الاستخباراتية الأمنية تمنح الضوء الأخير لذلك”. وفيما إن كان هذا القرار راجع إلى عدم رغبة المغرب في إضعاف علاقته مع بعض البلدان الصديقة كالكاميرون، شدد اليازغي على أن ” البلد وضع منذ 10 سنوات رؤية تهدف إلى تقوية تواجده وعلاقاته في القارة الإفريقية، وحمل تهمة الوقوف وراء “سحب الكان من الكاميرون” يجعله يقامر بعلاقاته مع بعض الدول الإفريقية”. وأوضح، ” لذلك فهو لا يريد تكرار سيناريو مونديال 2026، عندما صوتت ضده بعض البلدان العربية، وأن تسوء علاقته مع بلد صديق كالكاميرون، والذي صوت لصالح الملف المغربي في “مونديال” 2026، خاصة وأن المغرب بات عضوا في الاتحاد الإفريقية ويحتاج لحلفاء كالكاميرون”. وأردف قائلا “هذا تفسير بارز قد يكون من أبرز العوامل التي دفعت المغرب للانسحاب وعدم تقديم ترشحه، مع العلم أن المغرب لم يسبق له أبدا أن أصدر موقفا رسميا يؤكد فيه بأنه يرغب في احتضان هذا الكان”. جدير ذكره أن وزير الشباب والرياضة، رشيد الطالبي العلمي، قد أكد عشية أمس الأربعاء، عدم رغبة المغرب في التقدم لاستضافة هذه التظاهرة، وهو القرار الذي شكل مفاجأة كبيرة، ليس فقط في المغرب، بل في جل الدول الإفريقية، التي كانت تعتبر المغرب هو المرشح الأول لتعويض الكاميرون.