في أول تصريح له بمناسبة تسلم مهامه كمسؤول أول عن أقوى تنظيم رياضي على الصعيد الدولي، قال جياني إنفانتينو المنتخب حديثا رئيسا للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا)، إنه يتوقع أن تبدأ عملية الترشح لاستضافة كأس العالم 2026 خلال الشهرين المقبلين. وبمجرد الإدلاء بهذا التصريح الصادر عن مسؤول يشهد له بالدارية والكفاءة الإدارية والاستقامة، اتجهت الأنظار صوب القارة الأفريقية وبالضبط نحو المغرب البلد الذي حطم كل الأرقام من حيث عدد الترشيحات التي وصل عددها إلى أربعة ترشيحات، مما جعل الكثير من الأوساط تتعاطف مع هذا البلد الأفريقي الذي امتلك شجاعة نادرة جعلته يتحدى الأقوياء. تصريح إنفانتينو حول فتح باب الترشح لدورة 2026، وهي العملية التي بقيت مؤجلة منذ السنة الماضية بسبب الفضائح التي هزت عرش الفيفا، تلقته الكثير من الأوساط الرياضية المغربية المسؤولة على الشأن الرياضي، بنوع من الثقة، وعلى أنه بمثابة إشارة قوية من الفيفا اتجاه المغرب المطالب بالترشح لاحتضان مونديال 2026، إلا أنها تبقى مجرد تلميحات غير ملزمة ولا تعبر عن موقف رسمي، دون موافقة الجهات العليا التي يعود لها أصلا قرار التقدم بملف الترشيح من عدمه. ويعود هذا التفاؤل إلى كون الفيفا ستكون مضطرة إلى احترام مبدأ التناوب بين القارات الذي سنته في الدورات الأخيرة، وحسابيا سيكون من حق أفريقيا استضافة دورة 2026، بعد أن نظمت أمريكاالجنوبية مونديال 2014 بالبرازيل، ثم ستليها أوروبا في 2018 في روسيا، ثم ستستضيف قطر عن قارة أسيا المنافسات في 2022. وبحكم أن المغرب كان السباق في دخول غمار للترشّح لاحتضان هذا العرس العالمي، إذ تقدّم بأربعة عروض لتنظيم المونديال لدورات 1994 و1998 و2006 و2010، لكنه خسرها جميعاً، فانه يرى في نفسه الأهلية والشرعية، لتحقيق حلم رواده طويلا، كما أن حظوظ المملكة في نظر الكثير من أوساط الرياضة الدولية تبقى وافرة، بالنظر إلى تطور بنيته التحتية، والثقة التي بات يحظى بها، من طرف (الفيفا) بعد نجاحه في تنظيم نسختين من مونديال الأندية، كما تقر هذه الأوساط بعدم وجود أي بلد أفريقي آخر يمكنه منافسة المغرب على احتضان المونديال، باستثناء جنوب أفريقيا التي سبق لها أن استضافت دورة 2010. وما يشجع المغرب على ركوب المغامرة من جديد، هو الدعم الذي تلقاه على أكثر من صعيد، خاصة من طرف الاتحادين الأفريقي والأوروبي للعبة، كما سبق لبلاتر، أن عبر في أكثر من مرة عن استحقاق المغرب احتضان النهائيات العالمية في إطار مشروع التناوب بين القارات، نفس الدعم سبق أن عبر عنه الدبلوماسي الفرنسي جيروم شامبين، والذي ترشح خلال الانتخابات الأخيرة لرئاسة (الفيفا)، إذ قال أنه يحيي المغرب على شجاعته، ويتمنى أن يحظى أخيرا بفرصته. كل هذه التلميحات والتصريحات الداعمة والإشارات القوية شيء، لكن هناك معطى آخر لا يجب تجاهله، ألا وهو موقف أمريكا بقوتها ونفوذها، وهي التي قادت وتقود التغييرات العميقة التي تشهدها حاليا هياكل الفيفا، وفي حالة ترشحها لاحتضان نسخة 2026، فلا نعتقد أن هناك من سيقف أمام رغبتها الجامحة في احتضان المونديال مرة أخرى. والكل يعرف أن أمريكا تنتقم حاليا من كل من وقف أمام رغبتها لاحتضان المونديال، وهى الآن تقود حملات تطهير عصفت بشخصيات رياضية قوية أبرزهم بلاتر وبلاتيني، وهناك احتمال كبير لتراجع الفيفا عن مبدأ التناوب بين القارات، وفي هذه الحالة فإن نسخة 2022، ستكون أكيد من نصيب بلاد العم سام. وما علي المغرب إلا أن ينتظر الموقف الرسمي لأمريكا قبل اتخاذ مبادرة غير محسوبة محكوم عليها منذ البداية بالفشل... هذا البريد الالكتروني محمى من المتطفلين , يجب عليك تفعيل الجافا سكر يبت لرؤيته