ينتاب طلبة كلية الطب والصيدلة التي أحدثت أخيرا في عاصمة البوغاز، في إطار توجه حكومي يرمي إلى توزيع عادل للمؤسسات الجامعية والمعاهد العليا على كافة جهات المملكة، غليان كبير، بسبب تعثر مواصلتهم تحصيلهم المعرفي والعلمي والتكويني في ظروف ومواصفات غير ملائمة، بعد إتمام أشغال تهيئة مرافق الكلية وبنيتها التحتية في الموعد المحدد سلفا. ويبدو أن ما سبق أن حذرت منه جريدة “أخبار اليوم” في مقال سابق بالتزامن مع بداية الموسم الجامعي الحالي، استنادا إلى مصادر في كلية الطب والصيدلة حينها، قد أصبح حقيقة على أرض الواقع، حيث شرع طلاب هذه المؤسسة الجامعية العليا منذ صباح أمس الثلاثاء، وإلى غاية يوم غد الخميس، في إضراب عام عن الدراسة احتجاجا على تأخر رحيلهم رسميا إلى مدرجات كلية الطب والصيدلة التي لم تنته بها أشغال البناء بعد. وأفادت مصادر طلابية في حديث للجريدة، أن أزيد من 400 طالب في كلية الطب والصيدلة التابعة لجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، قرروا مقاطعة الدروس النظرية والتطبيقية بشكل مؤقت مدة ثلاثة أيام، من أجل إسماع صوتهم لأصحاب القرار في العاصمة الرباط، وذلك بعد عدم وفاء المسؤولين بالوعود التي كانت تطمئنهم، بأن مطلب الانتقال لمبنى الكلية الحديد في أفق شهر نونبر المنصرم، بينما يمضي الأسبوع الأول من شهر دجنبر ولا بوادر تلوح في الأفق، يقول طلبة استمعت “أخبار اليوم” إلى شهاداتهم. وعلى الرغم من أن الطلبة المحتجين يؤكدون أن أطر هيئة التدريس يبذلون قصارى جهدهم في ظروف جد مزرية، حيث يدرسون بمدرج في كلية العلوم والتقنيات وذلك للسنة الثالثة على التوالي، بنظام التفويج، بمعدل فوجين في اليوم بمعدل أربع ساعات في الحصة عن طريق نظام المناوبة، في حين يتعين على طلاب الفوج الثالث انتظار اليوم الموالي لشغور المدرج. غير أن الطلبة المتدربين في كلية الطب والصيدلة، هددوا باللجوء إلى خطوات احتجاجية تصعيدية، إذا لم تتجاوب حكومة سعد الدين العثماني مع مطلبهم بشكل جدي ومسؤول، معتبرين أنهم لم يعودوا يطيقوا هذه الظروف الصعبة لتلقي الدروس وخاصة الجانب التطبيقي، والذي يحتاج إلى مختبرات ومعدات وتجهيزات طبية. من جهة أخرى، سبق للجريدة أن علمت من مصادر جامعية، أن أساتذة كلية الطب والصيدلة بطنجة، وعددهم نحو 20 بروفيسورا يدرسون مختلف تخصصات علوم الصحة، لا يتوفرون على مكاتب قارة لحدود الساعة، إذ يستغلون مكتبا واحدا بشكل مشترك في ما بينهم في كلية العلوم والتقنيات، (FST)، كما أن مختبرات الدروس التطبيقية ليست جاهزة، نظرا لتأخر ربط الكلية بالماء والكهرباء، وتعثر انتهاء الأشغال النهائية. وأكثر من كل هذا، فإن مستشفيات عاصمة البوغاز ونتيجة تأخر انتهاء الأشغال أيضا من المركب الجامعي، فإن المنشآت الطبية الموجودة لا تتوفر على قاعات للدروس والتداريب الميدانية، ويتعلق الأمر بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس، ومستشفى محمد السادس، وجهة طلبة الطب برسم السنة الثالثة، ومستشفى القرطبي الذي سيستقبل طلبة السنة الرابعة ابتداء من العام المقبل، وهو وضع نشاز تعرفه هذه المؤسسة الجامعية. تجدر الإشارة إلى أن كلية الطب والصيدلة بطنجة، تضم تشكيلة من أساتذة علوم الصحة في تخصصات مختلفة؛ الجراحة العامة، والقلب، والرئة، والأمراض الباطنية، والجهاز الهضمي، وجراحة الأعصاب، والغدد، والبيولوجي، وأمراض النساء والتوليد، والإنعاش، وجراحة الأطفال، وجراحة العظام، بحسب مصادر الجريدة.