بعد استعدادات استمرت لأزيد من أسبوع، لإحياء رحلتهم السنوية، في حضرة الشيخ الهادي بنعيسى، ينتظر أن تشهد احتفالات مريدي ” الشيخ الكامل”، يوم غد الثلاثاء، تراجعا كبيرا، عكس السنوات الماضية، بسبب التساقطات المطرية، التي شهدتها وتشهدها العاصمة الإسماعيلية، والتي ينتظر أن تمتد إلى غاية يوم الأربعاء المقبل. رحلة البحث عن ” الدم”، التي تدشنها طائفة ” حمادشة”، قبل الانتقال إلى موسم سيدي علي بضواحي مكناس، كشرط أساسي لاكتمال التفاعل الروحي، يرتقب أن تشهد انخراطا ضعيفا جراء الأحوال الجوية المتقلبة، حيث خيام المريدين معدودة بالمقارنة مع المواسم السابقة، التي كانت تحوِّل مدينة مكناس إلى قبلة لعشاق ” الجذبة والتحيار”. التخوفات التي عبر عنها مريدو ضريح الشيخ الكامل، بسبب التساقطات المطرية، تزكيها تخوفات نظرائهم ” الحمادشة” بمنطقة سيدي علي، حيث تنطلق رحلة المريدين، ومعهم المثليين جنسيا، في اتجاه ضريح سيدي علي بن حمدوش. طقوس غارقة في الغرابة يقيمها المثليون، الذين يعتبرون أنفسهم ” أبناء لآلة عيشة”، يتم توثيقها بالصوت والصورة، ويمكن معاينتها في دروب وأزقة البلدة، وكلها طقوس تعكس ” اللامألوف” الشعبي. يذكر أن الروايات، التي يتداولها سكان العاصمة الإسماعيلية والتي تؤرخ لمرحلة استقرار الشيخ الهادي بنعيسى في مكناس، ترجع إلى مرحلة حكم السلطان مولاي إسماعيل، وهي المرحلة التي عرفت أزهى أيام الدولة العلوية. وقد تميز الولي "الشيخ الكامل" بصلاحه وزهده، حسب التراث الشفهي، ولما بلغ خبره إلى السلطان، أمره بالخروج من المدينة، "فأخذ جرة، وبدأ ينفخ فيها حتى بدأ السلطان ينتفخ"، حسب الأسطورة. وكان "كلما زاد في نفخه، انتفخ معه جسد السلطان، إلى أن أمر السلطات بإحضاره طالباً منه الاستقرار في العاصمة الإسماعيلية. اختار "الشيخ" منطقة خارج المدينة، وأسس بها زاوية، وعرف بعدها ب"الكامل"، وهي الكنية، التي يسمى بها "اعترافاً له بمساهماته الكبيرة في تلقين العلوم الشرعية، وإرساء مبادئ الصلاح، والمحبة، والإخلاص".