شرعت العاصمة الإسماعيلية، منذ أسبوع، في استقبال المريدين، الذين يحجون بالآلاف لإحياء ذكرى المولد النبوي، التي تزامنت هذه السنة مع مطلع شهر دجنبر. إحياء ذكرى المولد النبوي في حضرة "الشيخ الكامل"، تخليد لطقوس تمتزج فيها البدع بالشعوذة، وبعض من الأذكار الروحية، حيث يتحول فناء الضريح، وعلى امتداد أيام "الموسم"، إلى قبلة لزوار متعطشين ل"الدم"، وباحثين عن التسامي في عالم "الخلود". "الجذبة"، و"التحيار"، طقوس ترافق حج مريدي "الشيخ الكامل" مع اقتراب ذكرى المولد النبوي، حيث ينخرط الصغير، والكبير في طقس البحث عن "الدم"، في مشهد "دراماتيكي" يتأجج صبيحة اليوم الرسمي للاحتفال، حيث تتجمع "الطوايف"، القادمة من مختلف مناطق المغرب، استعدادا لاختراق الضريح، كشرط أساسي لاكتمال "التفاعل الروحي". طقوس "الجذبة" ووجهت، في كثير من المرات، بانتقادات كبيرة، خصوصا من طرف الشباب، الذين يرون أن إعادة إحياء طقوس "الشيخ الكامل"، استمرار لواقع الشعوذة، والتخلف. يذكر أن الروايات، التي يتداولها سكان العاصمة الإسماعيلية، والتي تؤرخ لمرحلة استقرار الشيخ الهادي بنعيسى في مكناس، ترجع إلى مرحلة حكم السلطان مولاي إسماعيل، وهي المرحلة، التي عرفت أزهى أيام الدولة العلوية. وتميز الولي "الشيخ الكامل" بصلاحه، وزهده، حسب التراث الشفهي، ولما بلغ خبره إلى السلطان، أمره بالخروج من المدينة، "فأخذ جرة، وبدأ ينفخ فيها حتى بدأ السلطان ينتفخ"، حسب الأسطورة. وكان "الشيخ الكامل" كلما زاد في نفخ الجرة، انتفخ معها جسد السلطان، إلى أن أمر هذا الأخير السلطات بإحضاره طالباً منه الاستقرار في العاصمة الإسماعيلية. واختار "الشيخ" منطقة خارج المدينة، وأسس بها زاوية، وعرف بعدها ب"الكامل"، وهي الكنية، التي يسمى بها "اعترافاً له بمساهماته الكبيرة في تلقين العلوم الشرعية، وإرساء مبادئ الصلاح، والمحبة، والإخلاص".