كشفت "جمعية أمازيغ صنهاجة الريف" أن بناية تاريخية خلفها الاستعمار الإسباني بمدينة تارجيست تتعرض بشكل ممنهج لمحاولة تسويتها بالأرض الجمعية التي أكدت في بيان توصلت " اليوم24" بنسخة منه محاولات الاستهداف المتكررة كشفت بأن هذه البناية التاريخية هي الوحيدة المتبقية بمدينة تارجيست و التي لا تزال صامدة لحد الساعة أمام عقليات وجرافات الاستهداف و التدمير. البناية التي أحدثها الاستعمار أوائل الأربعينيات من القرن العشرين (1941)، تمتاز وفق نفس المصدر بفنها المعماري الأندلسي، و كانت عبارة عن مقر إداري للحاكم العسكري الاسباني بمدينة تارڭيست، الذي كان يمتد نفوذه إلى منطقة صنهاجة اسراير، و تتوفر وفق المصادر ذاتها على جناحين كانا مخصصين كسكن راق للمسؤولين العسكريين بتارڭيست (الجناح الشرقي ل" المقدمteniente coronel"، و الجناح الغربي ل"القائد comandante ")، و وتوقف الملك الراحل محمد الخامس رفقة ولي عهده قبالة هذه البناية التاريخية خلال الزيارة التاريخية التي قام بها لتارڭيست سنة 1957، ومن شرفة البناية الوسطى ألقى خطابا أمام الحشود الغفيرة من سكان قبائل صنهاجة اسراير الذين رحبوا بمقدمه. واعتبرت الجمعية البناية التاريخية التي أضحى الزحف الإسمنتي يهددها "جزءا من الذاكرة الوطنية المغربية، وكذا جزءا لا يتجزأ من الذاكرة المشتركة المغربية الاسبانية". من جهة أخرى البناية كانت موضوع طلب تصنيف وجهه رئيس المجلس الإقليمي لإقليم الحسيمة سنة 2009 لوزير الثقافة، كما أن المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير ثمنت بدورها هذا الطلب وراسلت وزير الثقافة في الموضوع، وسبق لوالي جهة تازةالحسيمة تاونات و عامل إقليمالحسيمة أن تدخل في الموضوع و طالب المجلس البلدي بتارڭيست بإدراج نقطة متعلقة بالحفاظ على البناية التاريخية و القيام بالإجراءات المتعلقة بتصنيفها في جدول أعمال دورة المجلس البلدي. وقالت "أمازيغ صنهاجة" أن المجلس البلدي بتارجيست دورته الاستثنائية في دجنبر 2012 أدرج النقطة المتعلقة بالموافقة على الحفاظ على البناية و إبقائها كمعلمة تاريخية في جدول أعمال هذه الدورة، و بعد النقاش تم التقدم بمقترح يتعلق بتقديم طلب للسيد وزير الثقافة لتصنيف البناية التاريخية كتراث وطني، و قد تم التصويت على هذه النقطة بالإجماع. غير أنه في 17 يناير من السنة الماضية أجهزت جرافة على الجناح الشرقي للبناية التي كانت سكنا للمسؤول العسكري الأول بتاركيست و التي تشكل جزء لا يتجزأ من البناية ككل و تتميز طبعا بهندسة إسلامية أندلسية، كما شملت عملية الهدم جوانب أخرى من البناية. ومنذ ذلك التاريخ لوحظ وفق نفس المصدر أن البناية الشرقية ازداد هدمها، ونقلت الجمعية تصريحات بعض السكان القاطنين بجوارها أن شبابا يقتحمون كل مكونات و جنبات البناية و يخربونها مستعملين الفؤوس و المطارق الكبيرة، و يتسببون في إرهاب السكان الذين لم يستفيدوا بعد من السكن بتجزئة الأمل في إطار عملية إعادة إسكان سكان الثكنة، و قد استنتج مجموعة من المتتبعين وفق نفس المصدر أن الأشخاص الذين يهدمون البناية و يسرقون منها الحديد و الخشب "مسخرين من الجهات التي تقف ضد الشروع".