إننا في جمعية أمازيغ صنهاجة الريف نسجل بقلق كبير ونستنكر الاستهداف الممنهج الذي تعرضت ومازالت تتعرض له البناية التاريخية الوحيدة المتبقية بمدينة تارڭيست و التي لا تزال صامدة لحد الساعة أمام عقليات وجرافات الإستهداف و التدمير .ويتعلق الأمر ببناية تم إحداثها أوائل الأربعنيات من القرن العشرين (1941 – 1942)، تمتاز بفنها المعماري الأندلسي (نموذج عمران أشبيلية و غرناطة ). و كانت عبارة عن مقر إداري للحاكم العسكري الاسباني بمدينة تارڭيست،الذي كان يمتد نفوذه إلى منطقة صنهاجة اسراير (دائرتي تارڭيست و كتامة)، و منه كانت توجه عمليات الوجود الاستعماري الاسباني بالمنطقة. و تتوفر على جناحين كانا مخصصين كسكن راق للمسئولين العسكريين بتارڭيست: الجناح الشرقي ل “تيلينتي كولونيل”، و الجناح الغربي ل”الكوماندار”.وقد توقف المغفور له محمد الخامس رفقة ولي عهده الأمير مولاي الحسن قبالة هذه البناية التاريخية خلال الزيارة التاريخية التي قام بها لتارڭيست سنة 1957،حيث خصص له أبناء منطقة صنهاجة الريف استقبالا كبيرا. و تشكل البناية التاريخية جزءا من الذاكرة الوطنية المغربية، وكذا جزءا لا يتجزء من الذاكرة المشتركة المغربية الاسبانية. فمن خلال مواكبتنا للأحداث الأخيرة التي شهدتها البناية والمتمثلة في هدم جناحها الشرقي ووفق المعطيات التي توصلت بها جمعية أمازيغ صنهاجة الريف فإننا خلصنا الى : أن البناية كانت موضوع طلب تصنيف توجه به رئيس المجلس الإقليمي لإقليم الحسيمة سنة 2009 للسيد وزير الثقافة ،كما ان المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير ثمنت بدورها هذا الطلب وراسلت وزير الثقافة في الموضوع ووافته بمختلف الوثائق المطلوبة.الشيء الذي دفع بوالي جهة تازةالحسيمة تاونات ڭرسيف و عامل اقليمالحسيمة الى طلب المجلس البلدي بتارڭيست بإدراج نقطة متعلقة بالحفاظ على البناية التاريخية و القيام بالإجراءات المتعلقة بتصنيفها في جدول أعمال دورة المجلس البلدي. وبتاريخ 2012.12.20 عقد المجلس البلدي بتارڭيست دورته الاستثنائية وتم ادرج النقطة السابعة المتعلقة بالموافقة على الحفاظ على البناية و إبقائها كمعلمة تاريخية في جدول أعمالها ، و قد حضر هذا الاجتماع النائب الإقليمي للمندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير بالحسيمة و المندوب الإقليمي لوزارة الثقافة بالحسيمة و كافة أعضاء المجلس البلدي ، و بعد النقاش تم التقدم بمقترح يتعلق بتقديم طلب للسيد وزير الثقافة لتصنيف البناية التاريخية كتراث وطني، و قد تم التصويت على هذه النقطة بالإجماع. لكن بتاريخ 17 يناير 2013 و في سابقة خطيرة و تعارض سافر مع التزامات المجلس البلدي بموجب مقرر الدورة الاستثنائية، أتت جرافة المجلس البلدي على الجناح الشرقي للبناية التي كانت سكنا للمسؤول العسكري الأول بتاركيست و التي تشكل جزء لا يتجزأ من البناية التاريخية ككل و تتميز بهندسة إسلامية أندلسية، كما شملت عملية الهدم جوانب أخرى من البناية. ومنه فإننا ونيابة على ساكنة منطقة صنهاجة الريف عموما وساكنة تارڭيست خصوصا نعلن من داخل جمعية أمازيغ صنهاجة الريف استنكارنا ل : الطريقة الهمجية والجبانة التي هدمت بها جرافة بلدية تارڭيست الجناح الشرقي للبناية، كما نستنكر الخرق السافر والمستفز لمقررات المجلس وعدم التقيده بها .ونرفض رفضا تاما للحجج الواهية التي تقدم بها المجلس بدعوى أن هدم الجناح الشرقي كان لقطع الطريق أمام أناس قد يحتلون هذا السكن بعد أن تم إفراغه.لأن الهدم ليس حلا بقدر ما هو كارثة . انحياز المجلس البلدي للدفاع عن مصالح صاحب العقار وزبنائه عوض الانحياز للإرث التاريخي و العمراني لمدينة تارڭيست و الحفاظ عليه من التدمير و الاندثار. عدم التزام وتفعيل المجلس البلدي للبرنامج الذي قدم لجلالة الملك سنة 2008 والذي يتضمن ترميم و إصلاح بنايات تاريخية وبعض الأقواس وهو البرنامج الذي رصد له مبلغ 2 مليون الدرهم. كما نستنكر إجهاز المجلس البلدي الحالي على إقامة الضباط وتدميرها والتي كانت ضمن برنامج الترميم و الإصلاح الذي قدم لجلالة الملك. مختلف الحجج الواهية التي يسوقها المجلس البلدي بكون أن البنايات التاريخية غير صالحة للترميم. فهي في نظره صالحة فقط للهدم و إقامة تجزئات سكنية. تسخير بعض الجهات المعروفة والرافضة لمقترح ترميم البناية لأشخاص لتخريب و طمس معالم وجنبات وكل مكونات هذه البناية التاريخية مستخدمين الفؤوس و المطارق الكبيرة.وسرقة حديدها و خشبها. ونطالب السلطات المحلية و الإقليمية ومختلف الجهات و السلطات المعنية ب : التدخل العاجل و الفوري للحفاظ على سلامة هذه البناية ووقف أعمال التدمير الممنهج الذي يتعرض له الإرث العمراني و التاريخي بمنطقة صنهاجة الريف، و فتح تحقيق في الهدم الذي تعرض له الجزء الشرقي للبناية. التسريع في تصنيف البناية كمعلمة تاريخية وموقع أثري ببلدية تارڭيست و تحويلها الى فضاء متحفي لعرض كل ماله علاقة بتاريخ المقاومة و تراث منطقة صنهاجة الريف. فتح الشرطة القضائية لمدينة تارڭيست لتحقيق مع الأشخاص الذين تم ضبطهم وهم يخربون و يسرقون حديد و خشب البناية قصد معرفة الجهات التي تسخرهم وتقف وراءهم. وفي الختام نناشد ساكنة المنطقة والفعاليات المدنية والسياسية والحقوقية و كل المهتمين بالشأن الثقافي و التاريخي للحضور بكثافة قصد إنجاح الوقفة الاحتجاجية المزمع تنظيمها يوم الأحد على الساعة الحادية عشر صباحا أمام مقر البناية التاريخية الاسبانية للتنديد بالتدمير الممنهج الذي يتعرض له الإرث العمراني و التاريخي بمدينة تارڭيست وللمطالبة بالحفاظ على سلامة هذه البناية من سماسرة العقار.