إستهداف الممتلكات الثقافية بالريف لازال مستمرا. في إطار متابعتنا ومواكبتنا لمختلف الاحداث المتعلقة بالشأن التراثي والتاريخي والثقافي بمنطقة الريف، ونظرا لحساسية اللحظة، نود أن ننقل لكل المتتبعين والمهتمين بتراثنا المعماري والتاريخي، ما يحدث لإحدى الممتلكات التاريخية المتواجدة ببلدية ترجيست، التابعة لاقليم الحسيمة، حيث شرع المجلس البلدي للمدينة في هدم بناية تاريخية، والواقعة قبالة التجزئة السكنية المقامة شمال الملعب القديم. ووفق معطيات حصل عليها ” نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف” فإن البناية التاريخية تم إحداثها إبان الحماية الاسبانية على منطقة الريف، ما بين سنة 1941/1942، وكانت تحتضن مقرا إداريا للحاكم العسكري الاسباني، المكلف بادارة المنطقة ويتعلق الامر بالجنرال “تيلنتي كولونيا”. وتمثل ذات البناية نموذج عمران إشبيلية وغرناطة الاندلسية. إننا في نادي اليونسكو لحماية التراث بالريف، نطالب السلطات الاقليمية في شخص والي الجهة، التدخل وبالوقف الفوري لاعمال الهدم الممنهج الذي يطال ذات التحفة والمعلمة الحضارية. كما نطالب بالتعجيل في ترميم هذه البناية التاريخية والمعمارية، بناء على مشروع ميزانية ترميم المواقع الاثرية المقدمة للملك سنة 2008. كما نناشد كل المهتمين والفعاليات المدنية والحقوقية، ذات الصلة بالشأن الثقافي، وكذا القطاعات الوصية والمعنية، ونخص بالذكر “المعهد الوطني لعلوم الاثار والتراث” بالتدخل لصيانة الذاكرة الجماعية و مواقعها من عبث العابثين، ووفاءا لإرواح شهداء التحرير بهذه المنطقة الغالية، خصوصا ونحن على أبواب تخليد الذكرى الخمسينية لوفاة زعيم التحرر العالمي محمد بن عبد الكريم الخطابي.