ما زال السجال السياسي بين حزبي العدالة والتنمية وحليفه الحكومي التجمع الوطني للأحرار متواصلا، منذ اندلاعه بتصريحات الوزير التجمعي رشيد الطالبي العلمي التي اتهم فيها حزب رئيس الحكومة ب”التخريب”، حيث خرج عضو الأمانة العامة للبيجيدي عبد العزيز أفتاتي مطالبا الوزراء التجمعيين بالكشف عن حصيلة عملهم. وقال أفتاتي، في مهرجان لشبيبة حزبه بمدينة تنغير، إن الوضع في المغرب اليوم تحول كثيرا عما كان عليه في سبعينيات القرن الماضي، معتبرا أنه “لا يمكن لأي جهة أن تعيد المغاربة للخلف، والخيار الديمقراطي محسوم، ليس بنص الدستور فقط ولكن بإرادة الشعب المقتنع بإسناد التيارات الإصلاحية، ومايمكنش جماعات المصالح أن تحكم الشعب المغربي، مايمكناش نخمسو عندكم ونسرحو عندكم ونخبزو لكم”. ووجه أفتاتي انتقادات شديدة اللهجة إلى حزب التجمع الوطني للأحرار، واصفا إياه ب”جماعة المسخرين”، حيث وجه كلامه إليهم بالقول “هاد جماعة المسخرين خاصكم تفهمو أننا فاهمينكم، راحنا عارفين بعضنا، لا تملكون من أمركم شيئا، ونحن نناقشكم على أساس أنكم أدوات مسخرة ليس إلا، وفوقما بغيتو ناقشو غادي ناقشوكم”. وطالب أفتاتي وزراء التجمع الوطني للأحرار بتقديم حصيلة قطاعاتهم للمغاربة، وعلى رأسها حصيلة قطاع الفلاحة الذي يسيره رئيس الحزب التجمعي عزيز أخنوش، حيث قال أفتاتي “مزيان إلى قلتو لنا حصيلة قطاعاتكم، قولو لينا حصيلة المخطط الأخضر، قولو لينا الأمور التي كانت مسطرة في 2008 في المخطط الذي أنفقت عليه أربعة ملايير من جيوب المغاربة، هل سمنتم الفلاح المتوسط أو الصغير أو الكبير، قلتو غادي تخلقو مليون منصب شغل، قولو لنا فين هي، قلتو غادي تضاعفو الناتج الوطني الخام، وغيرها من الأمور لي صرفو فيها أموال كثيرة”. انتقاد أفتاتي للتجمع الوطني للأحرار لم يتوقف عند مطالبته بحصيلة عمل وزرائه، بل استغرب لعدم اقتراب المجلس الأعلى للحسابات من قطاعاتهم، حيث قال “قولو لنا كيفاش قطاعاتكم لا يقترب منها المجلس الأعلى للحسابات”. يشار إلى أنه رغم الإشارات التي بعثها سعد الدين العثماني، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بتجاوز الأزمة مع حليفه الحكومي التجمع الوطني للأحرار، إلا أن التراشق بالتصريحات بين الحليفين ما زال مستمرا، كما انتقل صدى الأزمة إلى البرلمان، بمقاطعة فريق البيجيدي لمناقشة ميزانية وزارة التجمعي رشيد الطالبي العلمي.
