أدلى الناخبون في جزيرة “كاليدونيا الجديدة”، اليوم الأحد، بأصواتهم في استفتاء حول ما إذا كان سيبقى الأرخبيل الواقع جنوبي المحيط الهادي جزءا من فرنسا، أم سينفصل بعد استعمار دام 165 عاما. وبموجب بطاقة الاستفتاء، طلب من الناخبين الإجابة ب “نعم” أو “لا” على سؤال واحد: “هل تريد أن تحصل كاليدونيا الجديدة على السيادة الكاملة وتصبح مستقلة”. وحسب آخر المعطيات المنشورة، تتجه الأصوات المعارضة لإنفصال الإقليم لحسم النتيجة لصالحها، حيث أكدت صحيفة لوموند، قبل قليل، على موقعها الإلكتروني، أنه وبعد فرز 97 بالمائة من الأصوات، فقد حصل المؤيدون للإنفصال على نسبة 42.71 بالمائة، في حين بلغت نسبة الرفض 57,29 بالمائة. وسائل إعلام فرنسية أخرى أفادت أن اليوم الإنتخابي شهد نسبة مشاركة عالية لسكان الجزيرة تجاوزت 83 بالمائة من أصل 174 ألف شخص يحق لهم التصويت. ويعد هذا التصويت هو الأول من نوعه بشأن الاستقلال تشهده أراض فرنسية، منذ تصويت جيبوتي بالاستقلال عام 1977. ويمثل الأرخبيل أهمية استراتيجية واقتصادية لفرنسا، حيث يضمن لها وجودا مؤثرا في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، ويقع تحت السيادة الفرنسية منذ عام 1853. وتشهد المنطقة توترات عميقة منذ فترة طويلة بين السكان الأصليين المؤيدين للاستقلال، المعروفين باسم الكاناك، وأحفاد المستوطنين الاستعماريين الذين مازالوا موالين لباريس. واعترف الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال زيارة لكاليدونيا الجديدة في ماي الماضي، بما وصفه “بآلام الاستعمار”، وأشاد بالحملة “المشرفة” التي يقودها الكاناك من أجل الاستقلال. وتتمتع كاليدونيا الجديدة وسكانها البالغ عددهم 280 ألف نسمة بقدر كبير من الحكم الذاتي، لكنها تعتمد بشكل كبير على فرنسا في أمور مثل الدفاع والتعليم.