يبدو أن الوضع في العالم القروي بالمنطقة الشرقية، قد دفع بمصالح وزارة الداخلية على المستوى الجهوي للتحرك، قصد التخفيف من وطأة الأزمة وتحقيق التنمية في هذه المناطق. وكشفت ولاية جهة الشرق، أن والي الجهة معاذ الجامعي ترأس أخيرا لقاء بحضور عامل إقليم فجيج والكتاب العامين لعمالة وأقاليم الجهة ورؤساء المصالح الجهوية اللاممركزة، خصص لتقديم الخطوط الكبرى للدراسة المتعلقة بالتنمية المندمجة للمراكز القروية الصاعدة. ويندرج برنامج التنمية المندمجة للمراكز القروية الصاعدة حسب بلاغ للولاية، “في إطار مرحلة جديدة في سياسة إعداد التراب والتنمية المجالية، التي أطلقتها وزارة إعداد التراب الوطني والتعمير والإسكان وسياسة المدينة، والتي تروم اعتماد رؤية واضحة المعالم لتنظيم هذا المجال حول شبكة من المراكز الصاعدة، تتميز بإشعاعها على عدد من الدواوير والجماعات وبقدرتها على أداء دور أقطاب تنمية بالمجال القروي”. واعتمادا على التجارب الوطنية والدولية، تسعى الدراسة وفق نفس المصدر “إلى القيام بتشخيص ترابي في إطار مقاربة تشاركية لتحديد المراكز القابلة للبروز كفاعل في تأطير المجال الترابي وفي التنمية القروية، والى إعداد رؤية التنمية للمراكز القروية الصاعدة وكذا إعداد مشاريع المجالات الترابية المتعلقة بها”. وباعتباره محطة أولى من مسلسل إعداد هذا البرنامج، يهدف هذا اللقاء التواصلي وفق نفس المصدر إلى “تقاسم الخبرات والتجارب، ويشكل فرصة لمكتب الدراسات الذي أسندت إليه هذه المهمة لعرض استمارات تتعلق بجمع المعطيات وتحليلها من أجل تحديد أمثل للمراكز القروية الصاعدة، وكذا إعداد مشاريع المجالات الترابية”. وتهدف هذه الدراسة بالأساس إلى “خلق الثروات والتقليص من التفاوتات المجالية، وتحسين ظروف عيش الساكنة القروية مع تشجيع انبثاق طبقة وسطى فلاحية كما أكد عليها الملك محمد السادس، إضافة إلى الحد من الهجرة القروية”، يضيف بلاغ الولاية. ونقل المصدر نفسه عن والي جهة الشرق، أنه أشار في هذا الصدد إلى مجموعة من التجارب الوطنية والمحلية التي يجب في هذه المرحلة مع الأخذ بعين الاعتبار الاستراتيجيات الوطنية والقطاعية التي توجد في طور الإنجاز أو تلك التي سيتم إطلاقها مستقبلا، وذلك بغية تحقيق الانسجام والالتقائية في السياسات العمومية. وفي السياق نفسه، كشف مجلس جهة الشرق أن رئيس مجلس جهة الشرق، عبد النبي بعيوي، رفقة عامل إقليم فكيك، و رئيس المجلس الإقليمي لفكيك، وعدد من أعضاء مجلس الجهة المنتمين لإقليم فكيك، ورؤساء المصالح اللاممركزة، قاموا بزيارة تفقدية لورش أشغال فتح وتهيئ الطريق الرابطة بين الطريق الإقليمية رقم 6108 والنقطة الكيلومترية 18 وسد الركيزة على طول 30 كيلومترا، وذلك بواسطة آليات مجلس الجهة في إطار شراكة مع المجلس الإقليمي لفكيك، من أجل فك العزلة عن ساكنة هذه المناطق وتسهيل عملية تنقلهم أمام الظروف الصعبة التي كانوا يعيشونها بفعل صعوبة المسالك ووعورتها. وكشف بعيوي أن المسافة المنجزة من المسالك الطرقية لحد الآن على مستوى مجموع جماعات إقليم فكيك، بواسطة آليات مجلس الجهة، تزيد عن 227 كيلومترا، في انتظار أن يصل مجموعة المسافة إلى حوالي 300 كيلومتر. وشمل هذا البرنامج الذي أطلقه مجلس جهة الشرق، إنجاز 40 كيلومترا من المسالك الطرقية بجماعة بني كيل، و 65 كيلومترا بجماعة تندرارة، و48 كيلومترا بجماعة بوعنان، و54 كيلومترا بجماعة بني تيجيت، بالإضافة إلى 20 كيلومترا بجماعة عبو لكحل.