انطلقت منذ عدة أشهر حملة لتكوين الأئمة الفرنسيين، بدعم من الدولة الفرنسية وبإشراف مغربي، والهدف هو محاربة "الخطاب المتطرف". وقد تخرج أول فوج من هؤلاء الأئمة شهر في شهر أكتوبر من السنة الماضية في حين ينتظر فوج جديد التخرج خلال الأسابيع المقبلة من أجل "مواجهة الخطاب المتطرف والتعرف أكثر على العلمانية في فرنسا". وحسب جريدة لوموند فإن هذه الدورة "هي جد خاصة" ويحتضنها المسجد الأكبر بمدينة ليون الفرنسية، حيث يشرف مؤطرون مغاربة على تكوين أئمة المساجد الفرنسية في مجال محاربة التطرف، والمثير أن هذه الدورة التكوينية تدعها الجامعة الكاثوليكية في ليون وتقدم لها الدعم المالي. وتضيف الجريدة الفرنسية على أن هذه الدورة تعرف مشاركة وجوه إسلامية بارزة في مجال الدعوة الإسلامية والمعروفين بمواقفهم المعتدلة، مشيرة إلى أن الدروس التي تقدم للأئمة الفرنسيين على يد مؤطرين مغاربة تقوم على دراسة تاريخ الأديان، وتاريخ العلمانية في فرنسا، كما يقوم المؤطرون بالتحضير لمؤتمر دولي حول "محاربة الخطاب الديني المتطرف" خلال شهر ماي المقبل. ونقلت الجريدة الفرنسية عن أحد الأئمة الجزائريين الذين يشاركون في هذا التكوين قوله بأنه لم يكن يعلم شيئا عن العلمانية في فرنسا "وكل معلوماتي كانت خاطئة، وستمكنني هذه الدورة من معرفة فرنسا والفرنسيين بشكل أفضل ذلك أنه حتى أفتي بشكل جيد علي أن أعرف طبيعة المجتمع الذي أعيش فيه". ومن بين أهداف هذه الدورات التكوينية أيضا تخريج أئمة "يتفهمون الإجراءات التي تقوم بها الدولة من أجل الحفاظ نظامها العلماني" تقول جريدة لوموند، وهو ما عبر عنه أحد الأئمة الماليين المستفيدين من هذه الدورة بقوله "قبل الدورة لم أكن أفهم لماذا الدولة كانت تمنع بعض الأشياء على المسلمين، والآن أستطيع تفهم الأمر".