حث أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، الحكومات وقطاع الأعمال والمجتمع المدني إلى جانب السلطات المحلية والجهوية عبر العالم، للقدوم إلى مؤتمر مراكش بشأن الهجرة وهم “مستعدون لإتخاذ إلتزامات من أجل مضاعفة منافع هِجْرَةِِ تُدَارُ بشكل جيد و من أجل تقليص الأثر السلبي الذي تخلفه السياسات غير الحكيمة ونقص التعاون” . وفي كلمته أمام اجتماع رفيع المستوى، عقد أمس بالأممالمتحدة تحت عنوان “الطريق نحو مراكش”، أكد غوتيرش أن الميثاق العالمي من أجل الهجرة الآمنة والمنظمة والنظامية هو “مسؤولية جماعية” و أنه يوفر لدول العالم فرصة للعمل معا لإدارة وجه من أوجه العولمة، و أنه في صلب مهام الأممالمتحدة باعتبارها منصة التعددية في العالم في القرن الواحد و العشرين. وتستعد المدينة الحمراء لاستقبال مؤتمر دولي يومي 10 و11 دجنبر المقبل حول الهجرة، والذي يروم توقيع دول العالم على “ميثاق مراكش” حول الظاهرة التي أصبحت أولوية في أجندة الساسة عبر العالم. وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة خلال الإجتماع ذاته عن أسفه لأن مسألة الهجرة غالبا ما يتم التعرض لها بشكل سلبي بالإضافة إلى استغلالها من أجل الربح السياسي. وقال غوتيريش إن الهجرات غير المنظمة خلقت تصورات خاطئة و سلبية عن المهاجرين تغذي خطاب كراهية الأجانب و عدم التسامح و العنصرية. و أكد أن ذلك يجعل الاتفاق على نص أول ميثاق عالمي في التاريخ بشأم الهجرة الآمنة و المنظمة و المنتظمة أمرا صعبا و في الآن نفسه إنجازا شديد الأهمية. و ذكر الأمين العام للأمم المتحدة بأن الميثاق العالمي ، الذي إستكملت الدول الأعضاء إعداده في يوليوز الماضي ، شدد على ” أن التعاون أساسي للتعامل مع التنقلات البشرية” و على أن عالمنا المترابط يتطلب حلولا قائمة على التعاون و السعي من أجل الصالح العام مع الإقرار بصلاحيات كل دولة ذات سيادة في التحكم في حدودها . كما أكد بأن الميثاق يضع مقاربة تعود في نفس الوقت بالفائدة على المهاجرين و المجتمعات التي تركوها و تلك التي إلتحقوا بها مبرزا أنه يهدف لمعالجة أسباب الهجرة غير النظامية و الهجرة القسرية و للحد من المخاطر التي تواجه المهاجرين بحماية حقوقهم. و أن الميثاق يسعى لمعالجة المخاوف المشروعة للدول و المجتمعات المضيفة و تحقيق الإستفادة من منافع الهجرة للدول المضيفة و لدول الموطن الأم. و أعلن الأمين العام أنه قرر إنشاء شبكة تعنى بمسألة الهجرة داخل الأممالمتحدة لمساعدة الدول الأعضاء على تنفيذ الميثاق الذي سيعتمد رسميا في ديسمبر وتتولى تنسيقه المنظمة الدولية للهجرة. وقال غوتيريش إن النساء و الفتيات يمثلن حوالي نصف المهاجريين البالغ عددهم 260 مليون نسمة في عالمنا وأن تنفيذ الميثاق العالمي يجب أن يستجيب بشكل كامل لاحتياجاتهن.