أعاد ترحيل قس أمريكي من المغرب بسبب اتهامات قديمة بالبيدوفيليا، تسليط الضوء على قصص مغتصبي الأطفال الأجانب الذين اختاروا الاستقرار بالمغرب. بعض هذه القصص خلقت جدلا غير مسبوق. في ال21 شتنبر الماضي، كان القس الأمريكي المتهم بالبيدوفيليا، آرثر بيرولت، على متن طائرة في اتجاه الولاياتالمتحدةالأمريكية، والسبب هو قضايا اعتداءات جنسية ظلت تلاحقه منذ 25 سنة. ولا يعرف متى وصل هذا القس إلى المغرب، فارا من القضايا الثقيلة التي تلاحقه. لكن الثابت أنه استقر بمدينة طنجة، وعمل هناك بمركز أمريكي لتعليم اللغة الإنجليزية. المثير للجدل في هذه القضية هو أن المشتبه فيه ظل طليقا بالمغرب إلى أن تم اعتقاله من طرف الأمن بتنسيق مع مكتب التحقيقات الفدرالي. وعكس المرات الكثيرة التي كان يصدر فيها جهاز الأمن المغربي بلاغات للإعلان عن اعتقال مبحوث عنهم دوليا، التزم الصمت لأزيد من عام هذه المرة. فحسب وسائل الإعلام الأمريكية التي كشفت الموضوع، اعتقل القس الكاثوليكي سنة 2016 وظل محتجزا هنا في المغرب إلى أن تم الانتهاء من إجراءات الترحيل التي تأخذ أزيد من 6 أشهر في الغالب. السلطات لم تكشف هل ظل القس يمارس اعتداءات بالمغرب أم لا، فقد تجنبت جعل هذا الموضوع قضية رأي عام، خاصة أن هناك قصصا أخرى مشابهة خلقت جدلا غير مسبوق. أبرز هذه القضايا، هي المتعلقة بالإسباني ذي الأصول العراقية، دانيال غالفان، الذي أدين سنة 2008 ب30 سنة سجنا بعدما ظل يعتدي جنسيا على 11 طفلا بمدينة القنيطرة حيث كان يقطن. وفي سنة 2013، تسرب اسم غالفان إلى لائحة العفو الملكي، ليتم إطلاق سراحه ضمن مجموعة تضم 48 سجينا إسبانيا. مباشرة بعد خروجه من السجن سيفرّ غالفان إلى إسبانيا، بينما كان الخبر قد تسرب هنا، لتتلوه عاصفة من التعبئة على مواقع التواصل الاجتماعي احتجاجا على هذا القرار. وفي الثاني من غشت 2013، خرج آلاف المغاربة في وقفة حاشدة أمام البرلمان للتعبير عن غضبهم من هذا “الخطأ الجسيم”، وهي الوقفة التي فرقتها قوات الأمن باستعمال العنف. بعدها سيقيل الملك محمد السادس المندوب العام لإدارة السجون، حفيظ بنهاشم، بعدما تبين أن المندوبية “مدت الديوان الملكي بعطيات غير دقيقة عن حالة غالفان”. وعلى امتداد السنوات الماضية، تفجرت الكثير من القضايا المماثلة، فالعديد من البيدوفيليين يفضلون المغرب كوجهة للسياحة الجنسية، بحيث هناك “تسامح” مع هذا النوع من الجرائم في عدد من المدن السياحية، الشيء الذي تندد به الجمعيات الحقوقية، مطالبة بتشديد العقوبات على مغتصبي الأطفال. في يونيو 2013، تفجرت قضية روبرت إدوارد بيل، وهو بريطاني يبلغ من العمر 59 سنة، سبق أن قضى 6 سنوات سجنا ببلده بسبب قضايا مرتبطة بالبيدوفيليا. بعدما أصدرت إسبانيا مذكرة توقيف في حقه بسبب محاولة اختطاف فتاة قاصر بمدينة مالقا، سيفر بيل إلى المغرب، وسيقيم هنا بطريقة غير شرعية. وبالرغم من أنه مبحوث عنه من طرف الشرطة الدولية، إلا أنه حاول اختطاف ثلاث طفلات، بمدينتي الشاون وتطوان. وخلال محاولة فراره بإحدى الطفلات من كمين للدرك، سينتبه بعض المارة للأمر ليقوموا بتوقيفه وتسليمه للأمن. الاحتجاجات التي تتلو عادة هذا النوع من القضايا، لا تثني البيدوفيليين الأجانب عن القدوم إلى المغرب. ففي سنة 2018 ستتفجر قضية أخرى بمدينة فاس، ويتعلق الأمر بمعتدي فرنسي يدعى مولا روبيرطو ويبلغ 58 سنة، سيتم اعتقاله داخل ورشة للخياطة بالمدينة العتيقة لفاس، ويدان بعد ذلك ب8 سنوات سجنا. هذا الفرنسي كسب ثقة الحي بأكمله، عبر تغيير اسمه إلى عبد الله، والمداومة على الصلاة في المسجد، قبل أن يظهر أنه ظل يعتدي جنسيا على طفلات قاصرات، ويجبرهن على مشاهدة الأفلام الإباحية وتقليد ما يرونه خلالها.