ستة أيام من الحرية تمتع بها مغتصب الأطفال دانيال غالفان بعد عفو ملك المغرب، بعدها سيسحب الأخير عفوه توا ويتحول غالفان إلى إسبانيا. وفي ثنايا هذا يتمدد خطأ عاصف... لم تدم حريته سوى ستة أيام. يوم الثلاثاء من الأسبوع الأخير غادر الإسباني دانييل غالفان السجن بمدينة القنيطرة المغربية، يوم الخميس عبر الحدود في اتجاه سبتة التي تحوزها إسبانيا في شمال القارة الأفريقية، يوم السبت أخد له غرفة في فندق بمدينة مرسية جنوب شرق إسبانيا، في زوال يوم الإثنين اعتقل داخل غرفته دون أن يبدي أي مقاومة، هو كان يظن جيدا أن حريته لم يكن في مقدورها أن تكون غير وهم زائف. اعتقاله كان راهنا قمة في "خلطة لعبة سياسية" فجرت غضبا عارما في المغرب وحيرة في إسبانيا.. جنس رخيص في المغرب غالفان (63 سنة)، إسباني من جذور عراقية، صدر في حقه قبل سنتين في مكان إقامته بالقنيطرة حكما قضائيا بثلاثين سنة سجنا، المحكمة وجدته متورطا في 11 حالة اغتصاب أطفال. غالفان كان قد انتقل سنة 2005 للعيش في المدينة المغربية بالقرب من الرباط وحاز هناك ثقة جيرانه: ثقة استغلها ليعبث على الأقل بأجساد عشر طفلات وطفل يافع في أعمار بين 3 و 15 سنة. "لماذا أتى من أجل أفعاله إلى المغرب"، يسأله القاضي.. "لأن الأطفال لا يساوون كثير"، يجيب غالفان بعد تذكر عدد من المشاركين في المحاكمة، "وبواسطة المال يمكن للمرء أن يحصل على كل شئ.." هذا الرجل أهداه ملك المغرب الحرية الأسبوع الماضي. غالفان كان واحدا من 1044 سجين، الذين صدر في حقهم عفو من طرف محمد السادس بمناسبة ذكرى يوم جلوسه على العرش. فعل العفو الملكي نزل سوءا على المغاربة، آلاف خرجوا نهاية الأسبوع إلى الشارع من أجل الاحتجاج ضد إطلاق حرية غالفان. بداية واجهت الحكومة الاحتجاج بقمع القوة والعصا، بعدها انتاب الملك وخز الضمير: هو لم يتعرف على " ثقل الجرائم الحقيرة"، مساء السبت سحب عفو غالفان. مثل هذا لم يسبق أن عاشه المغرب، الملك ينساق لضغط الشارع.. ملك ينحني لضغط الشارع غير أن السؤال بقي مفتوح، لماذا جاء غالفان ضمن المستفيدين من العفو. وسائل إعلام مغربية والمحامي المغربي لغالفان أشاروا إلى إمكانية اشتغال " اللوطي" إبان حرب العراق سنة 2003 لفائدة المخابرات الإسبانية وأن إطلاق سراحه كان "حركة ديبلوماسية" اتجاه إسبانيا، بيد أن وزارة الخارجية الإسبانية كذبت أنها تدخلت في إطلاق سراح غالفان والمخابرات الإسبانية "سي إن إي" نفت ضم غالفان إليها في وقت من الأوقات من خلال عقد عمل.. في النهاية ممكن إرجاع كل شئ إلى خطأ عدم انتباه غبي. السفير الإسباني في المغرب ألبيرتو نفارو قال أن سفارته قدمت للسلطات المغربية لائحة بها أسماء 18 سجين إسباني، طالبت إسبانيا بإطلاق سراحهم قبل الأوان. لائحة ثانية ضمت أسماء 30 سجناء آخرين الذين يستوجب ترحيلهم إلى إسبانيا، ليقضوا بقية عقوبتهم في وطنهم. واحد بينهم كان دانييل غالفان. في النهاية تم العفو أيضا عن هؤلاء ال30 من طرف الملك، واضح عن غير قصد. حفيظ بنهاشم مدير إدارة السجون في المغرب كان عليه بهذا التنحي يوم الإثنين من منصبه.. بعد إعتقاله يوم الإثنين ظهر غالفان صباح الثلاثاء أمام قاضي تحقيق في المحكمة الوطنية بمدريد، الذي أحاله مبدئيا ثانية إلى السجن. قضية غالفان بهذا لم ينته طيها بعد. جهابذة في القضاء سينكبون الآن على سؤال مدى إمكانية التراجع عموما عن عفو، وإن كان أيضا ناتج عن خطأ عدم انتباه... مارتين داهمس/ ترجمة: بوعمرو العسراوي عن فرانكفورتر روندشاو الألمانية ( 6 غشت 2013