بعد جدل مشاركة الفيلم السينمائي الجديد “صوفيا” لمخرجته المغربية مريم بنمبارك في مهرجان إسرائيلي، وهو الجدل الذي انتهى بإعلان المخرجة طلبها سحبها عرضه الذي حدد دون علمها، حسب ما صرحت به سابقا، شرعت القاعات السينمائية المغربية، ابتداء من أول أمس الأربعاء، في عرض هذا الفيلم الذي يمثل التجربة السينمائية الطويلة الأولى للمخرجة المغربية الشابة التي اختارت أن يكون محورها موضوع الأمهات العازبات. وقد قدمت مريم بنمبارك العرض ما قبل الأول للفيلم مساء أول أمس أمام أهل الصحافة والإعلام، بالمركب السينمائي "ميغاراما" بالدارالبيضاء بحضور أبطال العمل وشخصيات فنية، ومن المجتمع المدني، وكان من أبرزها السيدة عائشة الشنا المدافعة عن قضايا الأمهات العازبات. الفيلم الذي تصل مدة عرضه لساعة و25 دقيقة، قال عنه الناقد سعيد المزواري: “فيلم ينطوي على ذكاء عاطفي كبير ممّا مكنّه من تفادي فخّ الفيلم-الأطروحة الذي تسقط فيه عادة الأفلام التي تتطرّق للمعضلات الاجتماعية”. وسيعرض الشريط في خمس مدن مغربية، وذلك في كل من الدارالبيضاء بالمركب السينمائي "ميغاراما"، وسينما "ريتز"، و"الريف"، و"لانكس"، و"إدن كلوب"، ثم بالعاصمة الرباط بكل من سينما "النهضة" و"أطلس" بالرباط، وبمدينة طنجة بكل من "ميكاراما" و"روكسي"، كما سيعرض ب"أفيندا" بتطوان، و"ميكاراما" بفاس. وتروي حكاية الشريط السينمائي الجديد، الذي فاز بجائزة أفضل سيناريو في مسابقة "نظرة ما" للدورة 71 من مهرجان "كان" السينمائي العالمي، وجائزة "فالوا" لمهرجان الفيلم الفرنكوفوني "آنجوليم" بفرنسا، قصة شابة من الطبقة الميسورة عمرها لا يتجاوز ال 20 سنة تدعى "صوفيا"، تحمل خارج مؤسسة الزواج، وتقرر الارتباط بشاب من الطبقة الفقيرة يدعى "عمر" للتستر على حملها. وقد شارك في تشخيص الأدوار البطولية لهذا العمل، الذي يسمح لمشاهدته فقط لمن هم فوق الثانية عشرة من العمر، كل من الممثلات مها العلمي ولبنى أزبال وسارة بيرليس إلى جانب الفنان الممثل والمخرج فوزي بنسعيدي والمبدعة نادية النيازي والفنانة القديرة فاطمة هراندي المعروفة ب”راوية” ثم الممثلة الشابة سارة المحمدي العلوي. جدير بالإشارة إلى أن مريم بنمبارك اشتغلت ضمن تجارب سينمائية مختلفة وتحديدا في صنف الفيلم القصير. ومن بين ما قدمته مريم إخراجا فيلم "نور"، وفيلم "جناح" الذي حصلت من خلاله على عدة جوائز، ورشحها لأوسكار أفضل شريط قصير سنة 2015، ويمثل هذا العمل فيلم التخرج بعد دراستها السينما في المعهد الوطني لفنون الفرجة لبروكسيل.