من قال منكم بأن الشباب المغربي لا يبدع في السينما؟ اسمها مريم بنمبارك، و تبلغ من العمر أربعة و ثلاثين عاما. مغربية تفتخر بمغربيتها، و شريطها "صوفيا" بطاقمه المغربي و إنتاجه الفرنسي حصل على جائزة السيناريو في فئة "نظرة ما" في مهرجان كان العالمي خطأ كبير أن لا نراهن على مبدع من جيل الشباب، و حين نتفاجأ بإنجازه، نسارع لركوب موجة نجاحه و نشارك في التصفيق. هذا ما حاول و سيحاول المركز السينمائي القيام به، و هذا أمر لا يمكن أن ندعه يمر. "صوفيا" شريط يبدأ بإيقاع سريع، في محاولة من المخرجة لإثارة انتباه المشاهد. "صوفيا" الحامل برفقة قريبتها في بحث عن مستشفى يقبل بأن تحتضن أحد أسرته، عملية ولادة من حمل خارج مؤسسة الزواج. الأمر عسير و معقد، و عملية الوضع تتم بشكل سري و تبدأ رحلة البحث عن الأب و استجداء اعتراف أب، يتضح فيما بعد بأنه هو الآخر مجرد ضحية. هنا تخفض مريم بنمبارك إيقاع شريطها، لتركز على ما عاشته "صوفيا" فيما بعد من مشاكل عائلية و إدارية، و من نظرة مجتمع تعاتب فيه الضحية، و يفلت فيه الجاني لأنه يتوفر على النفوذ المال. حوار في "كان" مع مريم بنمبارك التي أوضحت كثيرا من تفاصيل تهم ظروف تصويرها لشريطها في الدارالبيضاء، و كيف أن التعقيدات الإدارية فوتت عليها إمكانية وضع ملف مشروعها للحصول على تسبيق على المداخيل من لجنة دعم الأعمال السينمائية في المغرب. تأففت من هذه التعقيدات الإدارية، و عبرت للاشتغال على عملها المغربي و الذي لا علاقة للمركز السينمائي به و بنجاحه. ألم أقل لكم مرارا بأن دعم الشباب هو الحل؟ ألم أقل لكم أيضا بأن لمسة التغيير يجب أن تشمل مركزنا السينمائي الذي صار متجاوزا؟ "صوفيا" فيلم مغربي، أبدعته مغربية بإنتاج فرنسي و مساهمة من "مؤسسة الدوحة للفيلم". كثير من شباب مغاربة مثل مريم بنمبارك يطرقون أبوابا أخرى ليضمنوا فرصة تصوير أشرطتهم، سيما و أنهم لا يمنحون الدعم في بلدهم. دعمنا يتهافت عليه عدد ممن يعيشون عالة على الأفلام، و ليس من أجل الإبداع في الأفلام، و كثير من مبدعين حقيقيين يحرمون، أو يمنحون القليل الذي لا ينفع في شيء. كل شيء في "صوفيا" مغربي إلا إنتاجه، و مع ذلك فمخرجته مريم بنمبارك رددت أمام المئات في قصر مهرجان "كان"، و أمام العشرات من الإعلاميين من مختلف البقاع بأنها مغربية و شريطها مغربي و تهديه لبلدها الذي تفتخر به. أريد أن أعرف فقط إحساس القائمين على سينمانا حين يتوفق شباب مغاربة في تشريف بلدهم المغرب دون أن يحظوا بدعم يتناوب على نيل حصصه طابور من شياب؟ هل يعلم المركز بأن أفلام شباب مغاربة ستقدم في مهرجانات عالمية في الأشهر المقبلة، و سيشرفون بلدهم دون أن يكون مركزنا على علم بهم و بما قدموه؟ عدت من "كان"، و سأركز مع هذا الموضوع جيدا، و سأتحدث لاحقا عن الرواق المغربي في "كان". لدي أرقام سأنتظر الوقت المناسب لأفضي بها، و بدون ارتياب سيكون الأمر مفيدا لأهل القطاع و للمشرفين على القطاع، و أيضا للمتلقي الذي من واجبنا إطلاعه على كثير من تفاصيل مهمة. من قال منكم بأن الشباب المغربي لا يبدع في السينما؟ شابة مغربية قدمت شريطها المغربي "صوفيا" بإنتاجه الفرنسي في فئة "نظرة ما" في كان، و منحتها لجنة الكبير "بينيسيو ديل طورو" جائزة السيناريو. هناك شباب مغاربة بنفس إمكانيات مريم بنمبارك و أكثر، و من اللازم أن تأتي لمسة التغيير على مستوى إدارة السينما عندنا في المغرب لكي يمنحوا فرص إبراز قدراتهم. ننتظر لمسة تغيير على مستوى إدارة السينما في المغرب، و شخصيا سأطالب بها لأن سينمانا تستحقها. مريم بنمبارك لم تنل مال لجنة الدعم، و إن كانت تحتاجه كما صرحت ل "ميدي1". مع ذلك قدمت في "كان" شريطا مغربيا بطاقم مغربي، و حققت ما حققته دون حاجة للمركز السينمائي المغربي. برافو مريم بنمبارك، و هنيئا للمغرب بشبابه المبدع في السينما. يحتاجون فقط مكلفا بالقطاع يساير طموحاتهم، و بعدها يمكن أن نحقق الأفضل مع مسيرين جدد لهم غيرة على القطاع السينمائي. هل هناك من مصغ للنداء؟