منعطف مثير يشهده ملف جريمة مقهى "لاكريم" بمراكش، على بعد أيام قليلة من انعقاد الجلسة الثالثة من محاكمة المتهمين ال 16 في القضية، فقد أوقفت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، بتنسيق مع مديرية مراقبة التراب الوطني، صباح أول أمس الأحد، شقيقين هولنديين من أصل مغربي، يشتبه في ارتباطهما المباشر بأعضاء الشبكة الإجرامية الذين نفذوا أو ساهموا في التنفيذ المادي للاعتداء المسلح، الذي وقع بتاريخ الخميس 2 نونبر المنصرم، وكان مستهدفا فيه صاحب المقهى، قبل أن يسقط فيه عن طريق الخطأ طبيب داخلي، والده مسؤول قضائي، ب 12 رصاصة في مؤخرة الرأس والجانب الأيسر من صدره، فيما أصابت رصاصتان طائشتان زميلته التي كانت تجالسه وشخصا آخر بالمقهى. بلاغ للمديرية العامة للأمن الوطني أوضح بأن المشتبه فيهما، وهما شقيقا المحرض الرئيسي على تنفيذ الجريمة، أوقفا بمنزلين منفصلين بأحد الدواوير على الطريق الوطنية الرابطة بين مدينة الحسيمة وواد لاو، وذلك تنفيذا لأمر دولي بإلقاء القبض عليهما ومذكرتي بحث على الصعيد الوطني صادرين في حقهما على خلفية الاشتباه في تورطهما في هذه القضية. مصدر مطلع على الملف أكد بأن الموقوف الأول هو مراد التاغي، الذي تولى الإشراف الميداني على الجريمة بتعليمات من شقيقه الأكبر، رضوان التاغي، بارون المخدرات، المشهور بلقب "ملاك الموت"، بسبب بأسه الشديد وقوة بطشه بخصومه، والمنتمي هو وأشقاؤه وأقاربه إلى عصابة هولندية تُدعى GWENETTE MARTHA ، وقد خصّص مكافأة لا تقل عن 10 ملايين أورو لمن يصفي مالك "لاكريم"، المصطفى الفشتالي، المنتمي بدوره إلى شبكة دولية مختصة في ترويج المخدرات الصلبة وتجارة الأسلحة، والذي يكّن له "آل التاغي" عداءً كبيرا بسبب استيلائه على شحنة مخدرات تقدر ب 200 كلغ من الكوكايين الخام. واستنادا إلى المصدر نفسه، فقد كان مراد التاغي أول أفراد العصابة الواصلين لمراكش، وكان يتحرك بها حاملا اللقب الحركي "كريم"، وقد صرّح أحد المتهمين المتابعين حاليا، في حالة اعتقال، في الملف بأنه التقى، بتاريخ 27 أكتوبر الماضي، شخصا بموقف السيارات المقابل لمطعم مشهور بحي كَليز يرغب في كراء سكن مفروش، مقدّما له نفسه باسم كريم قبل أن يتضح له فيما بعد بأنه هو مراد التاغي، وتابع المتهم، وهو طالب جامعي يبلغ 22 سنة، يدعى "عبد الحافظ أعتوش"، يدرس بالسنة الثانية بكلية الآداب بمراكش، والذي يغطي مصاريفه من خلال الوساطة في كراء الشقق المفروشة والاشتغال مع وكالات كراء السيارات بسبب عدم استفادته من المنحة الجامعية، بأنه ركب مع مراد في سيارة رباعية الدفع من نوع: "تويوتا برادو" وتوسط له في كراء فيلا بالحي القريب من مدرسة "العراقي 2" لمدة ثلاثة أيام بمبلغ 3000 درهم لليلة الواحدة، وتسلم عمولة قدرها ألف درهم من صاحب الفيلا و500 درهم من "كريم". وأضاف الطالب، الذي يتابع بجنايات "المشاركة في القتل العمد مع سبق الإصرار والترصد، المشاركة في محاولة القتل، والدخول في عصابة إجرامية"، بأن الشخص نفسه اتصل به في اليوم الموالي وطلب منه كراء شقة وسيارة لشخص آخر قدمه له باسم "حكيم"، الذي لم يكن سوى أشرف البكاي، الذي كان يتحرك باسم مزيف آخر هو "إلياس"، وهو من تولى ضبط تحركات وتدخلات باقي أعضاء العصابة وقد اكترى له الطالب/السمسار شقة بإقامة "ماجوريل" وسيارة من نوع "رونو كليو"، قبل أن يطلب منه كراء سيارة أخرى ويضرب معه موعدا، بتاريخ 30 أكتوبر الفارط، بموقف السيارات قرب سوق "مرجان" وكان برفقته شخص أجنبي أسمر اللون قدمه له على أنه زوج شقيقته، والذي لم يكن في الواقع سوى المواطن الهولندي "شارديون سيمريل" أحد القتلة المأجورين اللذين نفذا الجريمة، وهناك سلمهما عبدالحافظ سيارة من نوع "فورد فييستا" رمادية اللون، هي نفسها التي ضبطت بحوزة المنفذين عند مطاردتهما من أمام الملهى الليلي "5 5 5" ساعات قليلة بعد ارتكاب الجريمة. وتابع السمسار، المنحدر من ضواحي أزيلال، بأن مراد التاغي طلب منه، زوال يوم وقوع الجريمة، التوسط في كراء شقة لفائدة أشرف البكاي بذريعة أن السومة الكرائية للشقة الأولى مرتفعة، وفي حدود الواحدة من صباح اليوم الموالي، رافق البكاي إلى الشقة التي اكتراها له بإقامة "وليلي" خلف المركز التجاري "كاري إيدين"، وأثناء وجودهما هناك، وعلى إثر نشر خبر الجريمة، استفسره البكاي حول إمكانية قيام الشرطة بتفتيش الشقق المفروشة المكتراة للأجانب من عدمها، فطمأنه الطالب، الذي خلص قاضي التحقيق إلى قيام قرائن كافية على تقديمه إعانة ومساعدة لأفراد الشبكة الإجرامية التي خططت ونفذت الجريمة، من خلال مساعدتهم في كراء مجموعة من الشقق والسيارات للتنقل بها والإعداد للهجوم المسلح، كما أنه كان على علم بالأسماء الحقيقية للمخططين، فضلا عن علمه بكونهما ينتميان إلى مافيا تتاجر في المخدرات وتتوفر على سلاح ناري، إذ وجّه رسالة هاتفية قصيرة إلى صديقته مفادها بأنه يوجد مع بعض الأشخاص الذين يتاجرون في المخدرات وأنهم أطلعوه على سلاح ناري كان بحوزتهم، وهو السلاح الذي يرجح بأنه كان أداة الجريمة. يشار إلى أن مراد التاغي كان على رأس الخلية التي تولت الإشراف المباشر على التخطيط والإعداد اللوجيستيكي للجريمة، وتضم أشرف البكاي، ومحمد العيساوي، الذي تولى، أيضا، توفير مساكن، بينها فيلا بتجزئة الأزهر بباب إغلي، اكتراها ب 2000 درهم لليلة الواحدة، وكانت تعقد بها الخلية اجتماعات مع منفذي الجريمة. هذا، ويوجد على رأس المشمولين بمذكرات البحث الوطنية والدولية المحرض على الجريمة، رضوان التاغي، الذي صرح أحد المتهمين في الملف بأنه أجرى عملية تجميل لتغيير ملامح وجهه، ويستعمل في تنقلاته الدولية جوازات سفر بهويات مزورة، مرجحا بأن يكون مستقرا حاليا بإمارة دبي بالإمارات العربية المتحدة، بالإضافة إلى مشتبه فيه آخر يُدعى "الصديق.ر"، معروف بترويج الكوكايين والهيروين بهولند