تسود حالة من الترقب الشديد في هذه الأثناء من مساء السبت 7 شتنبر، على مدينة بوفكران المجاورة للعاصمة الإسماعيلية مكناس، بعد إصرار الجزارين المضربين عن العمل منذ أيام، على تحويل وقوفهم أمام مقر البلدية إلى اعتصام مفتوح. مصدر مسؤول قال ل"اليوم24"، إن الحزارين عمدوا إلى إقامة خيام بلاستيكية للاحتماء من الأمطار التي تتهاطل منذ ليلة الجمعة، وهو التحول الذي أثار حساسية السلطات الأمنية، لتسارع المصالح التابعة للداخلية إلى النزول إلى عين المكان واستنفار قوات تابعة للدرك الملكي. مصادر "اليوم24" قالت ان مفاوضات تجري حاليا من أجل إقناع الجزارين المعتصمين بضرورة إزالة مظاهر الاعتصام والاكتفاء بالوقوف أمام البلدية. أسباب التوتر تعود إلى إقدام السلطات على منع كل أنشطة الذبيحة التي كانت تتم في جهة مكناس، وتوجيه جميع العاملين نحو مجزرة حديثة أقامها الملياردير عثمان بنجلون بالمنطقة الصناعية لسيدي سليمان، دون ان تلتزم هذه الأخيرة بتشغيلهم لديها. مصادر من الجزارين المضربين، قالت إن ما لا تفهمه السلطات هو أن عائلات بكاملها باتت مشردة ومحرومة من مصدرها الوحيد للدخل. فيما لا تتقبل هذه المصادر مبرر الشروط الصحية التي تتحدث عنها السلطات كسبب لمنح مجزرة "بيو بوف" التابعة لبنجلون، احتكار أنشطة الذبح في الجهة. "إذا كانت ظروف الذبح عندنا غير صحية فهذا معناه أن السلطات كانت تتستر على جريمة ضد الإنسانية، لان ملايين الناس استهلكوا لحومنا طيلة عقود بعلم السلطة". وأضاف هؤلاء أن طريقتهم في ذبح الأضاحي هي المعمول بها في أغلبية مدن المغرب، "فهل سيطلبون من الجميع التوجه إلى مجزرة بنجلون وتحمل كلفتها المرتفعة؟"