شرع مهربون ووسطاء تابعون لشبكات إجرامية في استقطاب الشباب المغاربة والأفارقة، بخطاب أن أبواب الدولة الإسبانية مفتوحة في وجه الجميع بعد وصول الحكومة الإسبانية الجديدة، بزعامة الاشتراكي بيدرو سانتشيز، المتعاطف مع المهاجرين، إلى الحكم. الاعتقاد بأن الجميع أصبح مرحبا به في إسبانيا ازداد بعد تأكيد الحكومة الجديدة أن جميع المهاجرين المقيمين بطريقة غير قانونية فوق ترابها، أصبح بإمكانهم الاستفادة من الخدمات الطبية العمومية التي حرمتهم منها الحكومة اليمينية المطاح بها. علاوة على تحفظها على قانون طرد وترحيل الأجانب الذين لم يتورطوا في أي جرائم. أكثر من ذلك تتجه الحكومة الإسبانية الجديدة إلى "أنسنة" الحدود الفاصلة بين الداخل المغربي والمدينتين المحتلتين سبتة ومليلية، بجعلها تحترم المعايير العالمية لحقوق الإنسان، من خلال نزع الأشواك الشائكة من السياجات الحديدية في الجانب الإسباني، لاسيما أن تلك الأشواك تسببت في السنوات الماضية في جروح وعاهات وتشوهات لمهاجرين حاولوا اقتحامها. مصادر إسبانية أشارت إلى أن المافيا استغلت موقف الحكومة الجديدة من الهجرة السرية لاستقطاب المهاجرين، إذ يوم أول أمس السبت وحده تم إنقاذ 800 مهاجر غير نظامي على مستوى بحر البوران ومضيق جبل طارق، على متن 20 قارب موت، جزء منهم خرجوا من السواحل المغربية. هذا العدد الذي سجل في يوم واحد ينضاف إلى 1000 مهاجر تم إنقاذهم يوم 15 و16 يونيو الجاري، بتزامن مع عيد الفطر، في المياه نفسها، أغلبهم خرجوا حينها من سواحل المملكة. هذه الأرقام تتطابق مع توقعات الاتحاد الأوروبي التي تحذر من كارثة إنسانية خلال هذا الصيف في الطريق البحرية بين المغرب وإسبانيا بسبب ارتفاع ضغط الهجرة السرية عليها. وترجع كل المصادر هذا الضغط إلى تحسن أحوال الطقس التي تواكب فصل الصيف، علاوة على إغلاق الطريق البحرية بين ليبيا وإيطاليا وتركيا واليونان، ما جعل المهاجرين الأفارقة يعرجون على المغرب، إلى جانب عودة الشباب المغاربة إلى الهجرة السرية، نظرا إلى انسداد الأفق بالمملكة وارتفاع البطالة وقلة فرص الشغل، وتصاعد الاحتجاجات الاجتماعية في السنوات الأخيرة.