جاب مساء اليوم "كرنفال" فرق كناوة أرجاء مدينة الصويرة، في لوحة استعراضية متنوعة اللون والإيقاع. وتجمعت فرق "عيساوية" وفرق "كناوية" وفرقة "أحواش" بألوان مختلفة تحمل دلالات في الموروث الثقافي لكل فرقة وتحيل على مدارس موسيقية مختلفة في ساحة باب دكالة بالصويرة. وبعد أن اجتمع "المعلمين" من مختلف الفرق وأدوا قسم الوفاء لموروث ضارب الجذور في التاريخ، ورفعوا الدعاء، انطلقت الفرق الواحدة تلو الأخرى لتقدم عروض شبيهة بعروض الشارع، من رقص كناوي وتحدي وموسيقى القباقب والطبول، وناي أحواش. واصطف عشاق ومحبي مهرجان كناوة بالصويرة على جنبات الطريق الذي يعبره الكرنفال، وفوق أسوار المدينة العتيقة، وفي شرفات المنازل والفنادق والمقاهي. وكان لافتا مشاركة شباب في العروض وكذا أطفال صغار يتقنون أصول "تكناويت" ويتفنون في العروض، في محاولة لحفظ الموروث وتطويره ونقل خبرة المعلمين للجيل الصاعد. ومن باب مراكش استقبلت الصويرة وفد المسؤولين الرسميين يتزعمهم المستشار الملكي "اندري ازولاي"، الذي يعتبر عراب المهرجان، ومؤسسه، ومديرة المهرجان نائلة التازي، التي شهدت على كرسي متحرك، حيث راجت أنباء أنها مكسورة نتيجة حادث. والتقى الجمعان موكب المسؤوليين بموكب الفرق الموسيقية، وانطلق الوفدان لمنصة العروض لاستكمال مراسيم افتتاح المهرجان. واهتزت جنبات الصويرة احتفاءا بضيوفها الموسيقيين والزوار، ورحبت بموعدها السنوي، وفتحت أحضانها للغة كونية رسالتها التسامح والتنوع، فرقص الأطفال والنساء والرجال في الشوارع، واهتزت كياناتهم مع إيقاعات موسيقى بلون التاريخ ، وتمايل عشاق أهازيجها شبابا وشيبا. وتعود جذور كناوة إلى المووث الزنجي في الثقافة الافريقية، حيث يقول "المعلمين" أنها سر موروث. ويعتقد عازفو موسيقى كناوة أنها عشق يتملك صاحبه، ويسمونها "حالا". يذكر أنه على هامش التظاهرة يعقد منتدى حقوق الإنسان (الذي شكَّل منذ استحداثه في 2012، بشراكة مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، مساحة للنقاش وتبادل الأفكار، بين متدخلين مغاربة وأجانب حول الإشكاليات الراهنة)، يتمحور نقاشه هذه السنة حول "حتمية المساواة"، من خلال 4 قضايا رئيسة، تشمل "المساواة، التمييز، المناصفة: المفاهيم، الانعكاسات"، و"تقدم لا يُنكر، وضروب تمييز مستمرة"، و"مجتمع في دينامية: مبادرات من أجل حقوق النساء"، و"سبل الإصلاح".