رغم محاولات الأجهزة الأمنية المغربية والأوروبية التصدي لشبكات تهريب الحشيش من المغرب، إلا أن الحشيش المغربي لازال لديه مستقبل واعد في القارة العجوز، نظرا إلى الارتفاع المهول لعدد المستهلكين. كما أن ارتفاع الطلب وإدخال تقنيات جديدة في صناعته، جعلا المغرب يتحول إلى المصدر الأول للحشيش إلى أوروبا. هذا ما كشف التقرير الأخير للمرصد الأوروبي للمخدرات والإدمان، وحصلت "أخبار اليوم" على نسخة منه. في هذا الصدد، أوضح التقرير قائلا: "على الرغم من تزايد إنتاج الحشيش في أوروبا، إلا أنه يتم استيراده في معظمه، خاصة من المغرب". وبلغت كميات محجوزات القنب الهندي (العشبة والحشيش) 763 طنا سنة 2016، موزعة بين 420 طنا من عشبة القنب الهندي، و317 طنا من الحشيش. ووفق المعطيات التي يقدمها التقرير، فإن أكثر من 76 من الحشيش المحجوز في أوروبا مصدره المغرب. ويتضح هذا جليا من خلال الفقرة التي خصصها لتحليل محجوزات المخدرات بإسبانيا، إذ يقول: "إسبانيا باعتبارها، مثلا، البوابة الرئيسية لدخول الحشيش المنتج في المغرب (إلى أوروبا)، تمثل نسبة 76 في المائة من مجموع محجوزات الحشيش بأوروبا سنة 2016". وتبرز هذه النسبة أن كميات محجوزات الحشيش بإسبانيا سنة 2016 بلغت 214 طنا. ويلاحظ أن التقرير يتحدث فقط عن المحجوزات، فيما لا يقدم أي معطيات عن الكميات الضخمة من الحشيش المغربي التي تهربها شبكات إجرامية دولية، يوميا أو أسبوعيا، انطلاقا من السواحل المغربية صوب إسبانيا ومنها إلى باقي الدول الأوروبية. ويضيف التقرير أن القنب الهندي هو المخدر الأكثر تعرضا للحجز في أوروبا، إذ يمثل 70 في المائة من مجموع محجوزات مختلف المخدرات الصلبة (القنب الهندي-الكوكايين والهروين)، كما أنه يعتبر المخدر الأول في سوق البيع بالتقسيط غير المشروع بنسبة 38 في المائة، وبقيمة مالية بلغت 9300 مليون أورو. وفي الوقت الذي تحذر فيه تقارير دولية وأوروبية من تغيير شبكات تهريب الحشيش المغربي مساره نحو ليبيا، من أجل مراوغة الأمن، ومنها نقله مباشرة إلى أوروبا، أو المرور عبر مصر، قبل أوروبا، كشف التقرير نقل الحشيش المغربي إلى ليبيا، مؤكد أن "هناك دليلا على أن ليبيا أصبحت مركز توزيع أساسي للحشيش". كما دق التقرير ناقوس الخطر من وصول نباتات ذات قوة عالية وتقنية جديدة إلى حقول زرع الحشيش المغربي، واعتماد المزارعين على نباتات هجينة وأصناف أخرى متعددة، في هذا يقول: "ويمكن أن تعزى قوة تأثير الحشيش إلى إدخال تقنيات الإنتاج المكثف في أوروبا، وإلى وصول نباتات ذات قوة عالية وتقنيات جديدة إلى المغرب، وإلى وجود منتجات حشيش تعتمد على نباتات هجينة أو أصناف متعددة. على الرغم من أن الحشيش، في المعدل المتوسط، لديه قوة أكثر من عشبة القنب الهندي". غير أن المثير في التقرير هو ارتفاع عدد مستهلكي القنب الهندي في أوروبا، ما يعني استمرار الطلب عليه، ما يجعل المزارعين المغاربة يدخلون تقنيات وأنواعا جديدة للرفع من الإنتاج وقوته، وفق ما أكده المفوض الأوروبي للشؤون الداخلية والمواطنة، ديمتريس أبراموبولوس، خلال المؤتمر الصحفي لتقديم التقرير. إذ بلغ عدد الأوربيين المستهلكين للحشيش 88 مليون شخص. كما أن 17.2 مليونا من الشباب ما بين 15 و34 عاما استهلكوا الحشيش في السنة الأخيرة..