المنظمات الإجرامية الدولية المتخصصة في تهريب الحشيش، انطلاقا من سواحل المملكة صوب الجنوب الإسباني، تغير مسالك وطرق تهريبه إلى القارة الأوروبية، بعد تشديد السلطات الإسبانية الخناق عليها في الشهور الأخيرة، لاسيما بعد تفكيك عدد كبير من شبكات التهريب واعتقال بارونات مخدرات مغاربة في إسبانيا والمغرب. هذا ما كشفه تقرير سري أنجزته وزارة الداخلية الإسبانية. التقرير الذي أماط وزير الداخلية الإسبانية، خوان إغناسيو ثيودو، اللثام عن جزء منه، يوم أول أمس الثلاثاء، بمناسبة الذكرى ال50 لتأسيس فرقة لمكافحة المخدرات، أوضح أن إسبانيا تحولت خلال 2017 إلى جدار مانع ضد تهريب الحشيش القادم من المغرب، والكوكايين الآتي من أمريكا اللاتينية، ما دفع أباطرة الحشيش إلى تغيير مسالك تهريبه، إذ بدؤوا يهبرونه إلى ليبيا ومصر، قبل نقله إلى الاتحاد الأوروبي، مبرزا أن السوق الهولندية والبلجيكية أصبحت الوجهة المفضلة للشبكات الاتجار في الحشيش والكوكايين. وأضاف التقرير أن 70 في المائة من محجوزات الحشيش المغربي في أوروبا سنة 2017 تمت في إسبانيا. كما أشار التقرير، كذلك، إلى أن مافيا تهريب الحشيش أصبحت تستعين بشكل كبير بمنظومة اتصالات متطورة، حيث يتم توظيف رادارات وكاميرات دقيقة وعالية الرصد، تسمح بمراقبة تحركات عناصر الأمن المغربية والإسبانية في البر والجو ومياه مضيق جبل طارق. كما تُستعمل هذه المنظومة المتطورة في تنسيق عملية شحن الحشيش من السواحل المغربية ونقله وإفراغه في شواطئ الأندلس. وبعد حجز السلطات المغربية والإسبانية في الأسابيع الماضية لكميات كبيرة من الكوكايين اللاتيني، حذر التقرير من ارتفاع نشاطات تهريب الكوكايين إلى المنطقة، خاصة القادم من البرازيل والتشيلي وبناما والبيرو وكولومبيا وكوستا ريك. وتعتبر إسبانيا البوابة الرئيسية لإدخال الحشيش المغربي إلى أوروبا، إذ أن محجوزات الحشيش في الجارة الشمالية تمثل 26 من المحجوزات العالمية، أغلبها قادمة من المغرب. في سنة 2015، تم حجز 380 طنا من الحشيش في إسبانيا. كما أنه في سنة 2016، تم حجز 372 طنا من المخدرات يمثل الحشيش المغربي أغلبيتها. هذا وكان تقرير للأمم المتحدة أشار إلى أن المغرب أنتج سنة 2013 نحو 700 طن من القنب الهندي، وأن مساحة الحشيش المزروعة في المغرب تصل إلى 47196 هكتارا.