أمين لمخيضة – صحفي متدرب "بركاتك يا امبارك يا بوصوفة" جملة رددها معلق مباراة المنتخب الوطني ضد "فيلة" الكوت ديفوار، بعد تمريرة سحرية من بوصوفة لل"كابيتانو" بنعطية، سجل على إثرها ثانيَ أهداف التأهل للمونديال. عبارة لن ينساها المغاربة طويلا، بعد تأهل تاريخي للعرس العالمي، في مباراة تألق فيها "دينامو" المنتخب، بوصوفة، وقم أداء رجوليا استحق عليه أن يحمل فوق الأكتاف. ازداد امبارك سنة 1984 بالعاصمة الهولندية أمستردام، في عائلة تنحدر من مدينة "كلميم". استنشق عشق كرة القدم في سن صغير، ليصقل موهبته داخل أكاديمية أياكس أمستردام، هناك حيث سيشتهر وسط فرق الناشئين، بمارادونا لقصر قامته وقدرته الهائلة على المراوغة. بعد 4 سنوات قضاها اللاعب بأكاديمية أياكس، اقتنصته عيون الكشافة بفريق تشيلسي الإنجليزي، موقعا سنة 2001 أول عقد احترافي له مع النادي اللندني، لينتهي به الأمر كقائد للفريق الرديف في تشيلسي، إلا أن وصول الرئيس رومان أبراموفيتش في الصيف، غيَّر كل شيء في حياة صانع الألعاب المغربي، إذ يقول بوصوفة: "في تشيلسي، تعلمت الكثير من احتكاكي ببقية اللاعبين، وخاصة المدرب جيان فرانكو زولا، ولكن الرئيس أبراموفيتش قام بجلب 7 لاعبين نجوم، ولم يتم منح أي فرصة للشبان". سنة 2004 ستكون بداية بوصوفة بالدوري البلجيكي بانتقاله إلى فريق "لاغونطواز" قادما من تشيلسي، هناك فاز امبارك لأول مرة بجائزة أفضل لاعب بالدوري عام 2006، وهو ما دفع بالغريم أندرلخت لصرف مبلغ 3.5 مليون يورو من أجل جلب النجم المغربي الذي كانت تُسميه الجماهير البلجيكية ب"ملك التمريرات". اكتمل النضج الكروي لبوصوفة مع فريق أندرلخت حيث سجل 58 هدفا ومنح 86 تمريرة حاسمة في 200 مباراة، ليصبح اللاعب رقم واحد بالدوري البلجيكي، وأضحى إسمه مرادفا للمهارة والتألق، بعد حصده لجائزة أفضل لاعب في بلجيكا للمرة الثانية. سنة 2011، سينتقل امبارك إلى شرق القارة العجوز، تحديدا بالدوري الروسي الممتاز رفقة فريق "أنجي مخاشكالا"، بعقد لثلاث سنوات بلغ ثمانية ملايين دولار أمريكي، حيث لعب إلى جوار النجم البرازيلي روبرتو كارلوس، والمهاجم الكاميروني صامويل إيتو. رحلة نجمنا المغربي استمرت بالأراضي الروسية، حين عرّج على فريق العاصمة "لوكوموتيف" موسكو، في صفقة قُدِّرت ب 15 مليون دولار، هناك سيوقع على باكورة ألقابه الجماعية، بتحقيقه لقب الكأس الروسية. بعد تجربته في بلاد الدببة، عاد بوصوفة إلى دوري "جوبليير" البلجيكي مع فريقه السابق " جنت"، قبل أن يلتحق بدوري الخليج الإماراتي، رفقة نادي الجزيرة في مغامرة جديدة. مشوار بوصوفة مع المنتخب، عرف بدايته سنة 2006 تحت إشراف "الجنرال" امحمد فاخر، لما كان ناخبا وطنيا، آنذاك عرف مستوى بوصوفة تذبذبا مع المنتخب، واتهمه البعض بالتخاذل وعدم اللعب بجدية رفقة "الأسود"، حيث كان يقدم مباريات رائعة مع الأندية في أوروبا في حين يلبس جلباب التواضع دوليا رفقة المنتخب، إلا أن امبارك كذب المشككين في حبه وتفانيه في الدفاع عن قميص الوطن، بتقديمه لأداء بطولي في "كان" الغابون سنة 2017. أكد بوصوفة أنه وطني لدرجة الانهيار والتأثر، حيث رصدته الكاميرات وهو يذرف الدموع فرحا، بعد تسجيل رشيد العليوي هدف الإنتصار على "الفيلة الإيفوارية"، وتحقيق الصعود إلى الدور الربع النهائي من البطولة الإفريقية. 11/11/2017 تاريخ سيبقى محفوظا في ذهن بوصوفة وجميع المغاربة، حينها كان "الأسود" على موعد مع تحقيق تأهل تاريخي لكأس العالم، بعد غياب دام عقدين من الزمن عن هذا المحفل الكروي، ليحقق امبارك في سن الثالثة والثلاثين "حلم العمر" باللعب في المونديال العالمي، حيث سيكون المنتخب في حاجة لبركاته وتمريراته الدقيقة.