تفوق على لوكاكو وفاز بجائزة الحذاء الذهبي لسنة 2010 للوهلة الأولى عندما تنظر إليه، لن تصدق أن الواقف أمامك لاعب كرة قدم محترف ببطولة أوروبية، وأنه قد يقدم شيئا إلى فريقه... شاب في السادسة والعشرين من عمره وطوله 1.69... ضعيف البنية... لاعب يشبه في بنيته الجسمانية كل من الأسطورة مارادونا وبيبتو والأرنب الصغير سافيولا وأخيرا البرغوث الأرجنتيني ليونيل ميسي... إنه المغربي الدولي مبارك بوصوفة صانع ألعاب أندرلخت البلجيكي والمنتخب الوطني، الذي توج مساراه المميز بالفوز بجائزة الحذاء الذهبي لأفضل لاعب في البطولة البلجيكية. * فوز متوقع وبجدارة... كما كان متوقعا، حصد صانع ألعاب أندرلخت البلجيكي والمنتخب الوطني المغربي مبارك بوصوفة جائزة الحذاء الذهبي لأفضل لاعب في الدوري البلجيكي للموسم الماضي، عن جدارة بعد أداء مميز وجهد كبير بذله اللاعب المغربي في قيادة فريقه إلى الظفر بلقب البطولة في الموسمين الأخيرين، وقام المدير الفني للمنتخب الوطني غيرتيس بتسليم الجائزة لبوصوفة في حفل أقيم في «كازينو دواسنتيد» بأوشتندة البلجيكية. وجاء فوز بوصوفة على حساب زميله في الفريق المهاجم روميلو لوكاكو هداف الموسم الماضي بت 15 هدفا، متفوقا عليه بفارق كبير (89 صوتا) بعد أن حصل بوصوفة على 344 من الأصوات في حين حصل لوكاكو على 255 صوتا، ليؤكد أندرلخت متصدر الترتيب العام هيمنته على الدوري البلجيكي، وحل في المركز الثالث ياك فوسين لاعب فريق جينك ب 187 صوتا، واستطاع بوصوفة أن يقتنص الجائزة في استفتاء شارك فيه صحفيون ولاعبون ومدربون، وهي المرة الثانية التي يفوز بها بوصوفة بالجائزة في النسخة 57 بعد سنة 2006، ليخلف بذلك لاعب ستندار دو لييج الصربي ميلان يانكوفيتش الفائز بلقب 2009. وكان بوصوفة قد عبر في وقت سابق، عن أحقيته في الفوز بالجائزة مع أدائه الجيد مع الفريق. * عطاء مثالي للاعب مثالي... منذ قدومه إلى الآن، ما يزال بوصوفة هو المحرك الرئيسي لأندرلخت البلجيكي خصوصا أن أداء الفريق يهتز عند غياب صانع ألعابه كما حدث في بداية الموسم، مما يؤكد فعاليته وحضوره الوازن مع الفريق منذ انضمامه سنة 2006، واستحق بوصوفة أن يفوز بالجائزة بجدارة بعد أن قدم أداء مثاليا موسم 2009-2010، سجل خلالها 14 هدفا وضعته ثانيا في سبورة ترتيب الهدافين خلف زميله في الفريق لوكاكو، إلى جانب 12 تمريرة حاسمة. كما يواصل بوصوفة أداءه المتميز بالدوري البلجيكي ب9 أهداف و13 تمريرة حاسمة، مما يعني أنه الأفضل في بلجيكا من دون منازع، ولعب دورا مهما في تأهل فريقه إلى الدوري الأوروبي بعد أن حل ثالثا في بطولة دوري أبطال أوروبا، ليستمر بوصوفة في خوض غمار قيادة أندرلخت على الواجهتين المحلية والأوروبية. وكان أندرلخت قد تأثر بغياب بوصوفة بداية الموسم بسبب إصابة في الركبة أفقدته صدارة الترتيب العام، لكن عودة بوصوفة إلى النادي جعلته أكدت مكانته ليتربع أندرلخت على لائحة الترتيب مقتنصا الصدارة من منافسه العنيد «جانك». وهذه ليست المرة الأولى التي يفوز بوصوفة بجائزة، إذ سبق وفاز بجائزة أحسن لاعب إفريقي بالدوري البلجيكي ثلاث مرات (2006-2009-2010)، وفاز بالحذاء الذهبي في أول موسم له مع أندرلخت سنة 2006. وتمكن بوصوفة من قيادة فريقه إلى التتويج بلقب كأس بلجيكا سنة 2008، إضافة إلى فوزه بالدوري البلجيكي مرتين موسمي 2006/2007 و2009/2010 وثلاث كؤوس ممتازة، موقعا 39 هدفا في 127 مباراة خاضها مع الفريق. * أندرلخت يسعى للتجديد وإيفرتون على الخط. بدأ النادي البلجيكي يشعر بخطر فقدانه نجمه الأول، وهو يحاول الآن أن يقنع بوصوفة بتمديد عقده الذي ينتهي سنة 2012، خصوصا بعدما وجهت الفرق الأوروبية أنظارها نحو الدولي المغربي، كان أخيرها مساع من إيفرتون الإنجليزي لاستقدام بوصوفة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز وهو الذي أبدى إعجابه بالدوري الإنجليزي، إضافة إلى أندية إسبانية وهولندية وإنجليزية تحاول إقناع أندرلخت بالتخلي عن خدمات النجم المغربي. واعترف بوصوفة بأنه سعيد مع أندرلخت «أنا سعيد جدا هنا ولكن لا يمكن أن تعرف ما سيحدث في كرة القدم» مما يعني أن فرضية انتقال اللاعب إلى ناد آخر ما تزال قائمة بسبب طموحاته الكبيرة، وأنه بات فوق مستوى الدوري البلجيكي. يذكر أن بوصوفة من مواليد 1984 بأمستردام، قد بدأ مسيرته في مدرسة أياكس أمستردام، ليتوجه إلى تشيلسي وعمره 16 سنة، ليعود في نهاية المطاف إلى الدوري البلجيكي رفقة لاغوانطواز من 2004 إلى 2006 لينتقل إلى أندرلخت، كما تم استدعاؤه من طرف المدرب آنذاك محمد فاخر للعب إلى جوار أسود الأطلس سنة 2006.