في سعي إلى إضفاء الشرعية على الأمر الواقع، الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي منذ سنوات، يبذل أعضاء في الكونغرس الأمريكي جهودا حثيثة لتكريس سيادة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على هضبة الجولان السورية المحتلة،. وبعد اعتراف الولاياتالمتحدةالأمريكية بميدنة القدس الشريف كعاصمة لدولة الاحتلال، بدأ الكونغرس الأمريكي النظر في خطة ترمي إلى تعزيز الاعتراف الأمريكي بالاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان، بمادرة من مسؤولين إسرائيليين، وأمريكيين في واشنطن. ووفقا لصحيفة "يسرائيل هيوم" العبرية، اليوم الأحد، فإن الخطة المطروحة تتمحور حول تطبيق الاتفاقيات التجارية بين إسرائيل والولاياتالمتحدة على منتجات المستوطنات الصهيونية في هضبة الجولان، وصياغة خطاب "اعتراف بالتغيرات الحاصلة في المنطقة". ومنذ حرب يونيو1967، تحتل إسرائيل حوالي 1200 كيلومتر مربع من الجولان، وأعلنت، في عام 1981، ضمها إليها، بينما لاتزال حوالي 510 كيلومترات مربعة تحت السيادة السورية. وتعتبر الهضبة، حسب القانون الدولي، أرضا محتلة، ويسري عليها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 لعام 1967، الذي ينص على ضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي، التي احتلتها، في ذلك العام. وتأتي الخطة الجديدة كجزء من جهود واسعة يبذها أعضاء في الكونغرس، بقيادة السيناتور الجمهوري، تيد كروز، والعضو الجمهوري في مجلس النواب، رون ديسانتس، للزعم بسيادة إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، على الجولان. ويسعى القائمون على الخطة إلى تحرك مماثل لاعتراف الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش الإبن لرئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، أرييل شارون، عام 2004، بالكتل الاستيطانية الكبرى في الضفة الغربيةالمحتلة. وأكدت إدارة بوش آنذاك عدم عودة إسرائيل إلى حدود عام 1967؛ نظراً إلى وجود هذه الكتل الاستيطانية، وأن هذا الواقع يجب أن يتجسّد في أي حدود يتم التفاوض حولها. وتقوم الخطة الراهنة في الكونغرس على توفير ميزانية لمشاريع أمريكية إسرائيلية مشتركة في الجولان، وتوسيع الاتفاقيات بين الولاياتالمتحدة، وإسرائيل لتشمل الجولان، مثل اتفاقية التجارة الحرة، ووسم المنتجات المصنوعة في الجولان بأنها "صنعت في إسرائيل". كما تتضمن الخطوة صياغة وثائق من الكونغرس، يقول فيها إن هضبة الجولان لن تعود إلى سوريا، ويزعم سيادة إسرائيل عليها.