منعطف مثير يشهده التحقيق في جريمة تعرض طفلة في الحادية عشرة من العمر لاعتداءين جنسي وجسدي انتهيا بمصرعها بضواحي مراكش، فقد قرّر قاضي التحقيق باستئنافية المدينة، مؤخرا، إعادة إحالة المتهم بارتكاب الجريمة المزدوجة المذكورة، مجددا، أمام الوكيل العام للملك لدى المحكمة نفسها، على خلفية توصله بتقرير التشريح الطبي لجثة الضحية، الذي أكد مصدر مطلع على الملف بأنه خلص إلى أنها تعرضت لتعنيف جسدي على يد مغتصبها، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة ويتم العثور عليها، مساء يوم الثلاثاء 6 مارس المنصرم، وهي جثة هامدة مجردة من ملابسها السفلية، وملقاة بين أشجار كاليبتوس بغابة بالجماعة القروية "آيت إيمور"، التابعة لعمالة مراكش. واستنادا إلى مصدر قانوني، فقد أجريت مسطرة التقديم للمتهم، مرة أخرى، أمام النيابة العامة، التي استنطقته مجددا، مرجحا بأن تضاف تهم جديدة إلى صك الاتهام الذي يلاحقه، بناءً على تقرير التشريح الطبي. وكانت الضحية "إسمهان.ع" تعرضت للاعتداءين مباشرة بعد مغادرتها لفرعية "البرجة"، التابعة لمجموعة مدارس "ابن الونان" بجماعة آيت إيمور، حوالي الساعة الخامسة من مساء اليوم المذكور، وتوجهها نحو منزل أسرتها بالجماعة نفسها، قبل أن يتم نقل جثتها إلى مستودع الأموات بمراكش، حيث أكد التشريح الطبي الأولي الذي أجري عليها بأن الضحية تعرضت للاغتصاب، مصحوب باعتداءات جسدية، إذ ظهرت على مناطق مختلفة من جسدها رضوض وكدمات من جرّاء تعرضها للضرب والتعنيف، قبل أن تلفظ أنفاسها الأخيرة بسبب إحكام الخناق على عنقها. وحسب مصدر محلي، فقد ساهمت معلومات تلقاها الدرك الملكي في الوصول إلى المشتبه فيه "س. م"، الذي يبلغ من العمر 21 سنة، وقد كان غادر السجن حديثا بعد إدانته بارتكاب فعل مخالف للقانون، كما سبق له أن اعترض سبيل إحدى المعلمات التي تشتغل بالمدرسة نفسها محاولا اغتصابها. واستنادا إلى المصدر نفسه، فقد حاول الشخص الموقوف، في المرحلة الأولى من الاستماع إليه من طرف الضابطة القضائية، إنكار الجريمة المتهم بارتكابها، قبل أن ينهار ويعترف بأنه استدرج الضحية، التي تتابع دراستها بمستوى السادس ابتدائي، إلى مكان غير مأهول من أجل ممارسة الجنس عليها، نافيا أن تكون لديه، في البداية، أية نوايا لقتلها، غير أنه أكد، في المقابل، بأنه وأمام رفضها الخضوع لنزوته الجنسية ومقاومتها له، اضطر إلى تعنيفها بشل حركتها وخنق أنفاسها، وهو ما أدخلها في غيبوبة وسهّل عليه عملية اغتصابها، ليقضي وطره منها ويتركها جثة ملقاة بالغابة، ويتوارى عن الأنظار إلى غاية اعتقاله، في الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي لارتكاب الجريمة، بدوار "البرجة" بالجماعة عينها من طرف الدرك الملكي بمركز "أكَفاي"، ويتم وضعه تحت الحراسة النظرية، ولم تمض على ذلك سوى ساعات قليلة، حتى تقرّر إجراء عملية تمثيل مشاهد الجريمة المروعة. يومان بعد ذلك، أجريت للشخص الموقوف مسطرة التقديم الأولى أمام أحد نواب الوكيل العام للملك لدى استئنافية مراكش، الذي قرّر متابعته بتهم تتعلق ب"هتك عرض قاصر باستعمال العنف، والضرب والجرح المفضيين إلى الموت"، محيلا إيّاه في حالة اعتقال على قاضي التحقيق، الذي استنطقه ابتدائيا، قبل أن يأمر بإيداعه سجن "الأوداية" بضواحي المدينة.